مصر دولة تعرضت للاحتلال كثيرا ، لكنها لم تقبل الاستعانة بالأجنبي يوما ولم يفلح أي من أهلها ممن سعوا لذلك.
أذكر السيد بخيت الذي حاول الاستعانة بالانجليز في بداية حكم محمد علي فأرسل الإنجليز حملتهم على مصر سنة 1807 وباءت بالفشل ونسى التاريخ بخيت وما فعله وكل ما صرخ به من مبررات.
وأذكر توفيق الذي استعان بالإنجليز لحمايته من الحركة الوطنية فاندثرت ذكراه رغم أنه كان من أطول أبناء محمد على جلوسا على كرسي الحكم.
ولا أفهم كيف يتنقل البعض بين عواصم دول أخرى لتحقيق موطئ قدم لهم في بلدهم ، وكيف بعد ثورة طاهرة تصبح مصر ضمن أكثر الدول قابلية للتدخل الأجنبي ، وكيف أن سفراء بعض الدول أصبح صوتهم أعلى من بعض قادتها وأن بعض أبناء مصر أصبح أكثر قربا لبعض الدول من قربه لشعبه ، وأكثر تعبيرا عن سياسات تلك الدول من سياسييها.
أنا لم أخش أبدا على مصر حال الارتباك الذي يلي الثورات عادة ، إنما خشيت عليها أن بعض أبنائها يكرهون بعض إخوانهم لدرجة سمحت أن يقدموا مصالح أجنبية على مصالح وطنهم ويفضلون الحديث مع الأجنبي على التواصل مع ابن جلدته...!!!
الدم لا يمكن أن يصبح ماء ، وهو ما يجعلني أستنهض ضمير هؤلاء وأولئك لتقديم استقلال البلاد وحرمة مصالحه العليا على التنافس السياسي وأية ميزات يسعى إليها أي طرف.
