استقبل المسئولون في تل أبيب خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومطالبته لها بالانسحاب لحدود 67 بالرفض الشديد، حيث طالب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يقوم بزيارة لواشنطن، من الرئيس الأمريكي الالتزام بضمانات سلفه جورج بوش لحماية أمن تل أبيب والتي من بينها عدم دعوة تل أبيب للانسحاب من الأراضي الفلسطينية، وعدم إعادة اللاجئين إلى منازلهم التي تم تهجيرهم منها.
رئاسة الوزراء الإسرائيلية لم تكتفي برفض نتنياهو وتحولت إلى خط الهجوم على واشنطن وخطاب رئيسها أوباما حيث نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر برئاسة الحكومة في تل أبيب قولها: "واشنطن لا تدرك الواقع، وتل أبيب تشعر بخيبة الأمل من عدم اهتمام الخطاب بقضايا تهم إسرائيل".
رفض الإسرائيلي التام لمطالب أوباما، تزامن مع حالة من التملق لواشنطن تبناها شاؤول موفاز ـ رئيس لجنة الخارجة والأمن بالكنيست، فقد دعا موفاز، الذي يتمنى جمع أكبر أصوات في أي انتخابات إسرائيلية قادمة، نتنياهو إلى قبول دعوات أوباما واصفا الخطاب بالتاريخي، وهو القول الذي ما كان ليقوله موفاز لو كان جالسا على كرسي السلطة في تل أبيب، موفاز لم يخفي هجومه على نتنياهو كدعاية انتخابية له داعيا نتنياهو في نهاية نصريحاته للإذاعة العبرية إلى الإعلان فورا عن إجراء انتخابات في حال رفضه دفع الثمن السياسي الذي طالبه الرئيس الأمريكي به.
الصورة لا تكتمل بدون تسيبي ليفني زعيمة المعارضة الاسرائيلي التي لا تنسى اي مناسبة لشن هجوما على نتنياهو ورغبتها في النجاح في اي انتخابات برلمانية قادمة مثلها مثل موفاز ، ليفني دعت نتنياهو للتحلي بالشجاعة وإتاحة الفرصة أمام استئناف المفاوضات ، لكن اكثر العبارات تملقا لاوباما كانت من نصيب حزب ميريتس اليساري الذي وصف الخطاب الامريكي بأنه بمثابة "نبراس" للاعتدال والتفكير النير واثنى على الاتزان وأنه بشرى حقيقية للديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان .
هجوم موفاز وليفني لم يكن يمر دون دفاع رجال نتنياهو وعصابته عن رئيس وزرائهم ، جدعون ساعر وزير التعليم والعضو بحزب الليكود الحاكم انتقد تصريحات موفاز مؤكدا أن الحكومة الحالية حظيت بثقة الجمهور وتتمتع باغلبية في الكنيست مشيرا الى ان هذه ليست المرة الاولى التي تبرز فيها خلافات في الراي بين اسرائيل والولايات المتحدة في مسالة الانسحاب الى حدود 67 ، ساعر وصف تل ابيب وواشنطن باصدقاء كتثر ما اختلفوا لفكنهم في النهاية اصدقاء ،، كذلك يظهر النائب اللكيودي داني دانون كأحد مريدي نتنياهو ليقول لنا إن أوباما يريد فرض خطة للقضاء على إسرائيل بشكل مراحلي مناديا رئيس وزرائه برفض الخطة.
في هذا السياق تنطلق دعوات غريبة من بعض نواب الكنيست كان ابرزها دعوة أرييه الداد ـ حزب الاتحاد الوطني اليميني الإسرائيلي ـ الذي دعا نتنياهو اليوم إلى اجبار اوباما على تهجير الفلسطينيين الى الاردن واعتبار الاخير موطن قومي لهم ،واعلاميا وصفت يديعوت احرونوت خطاب اوباما بخطاب التقسيم مشبهة ما جاء فيه بقرار التقسيم الصادر عن الامم المتحدة والذي قسم البلاد الى دولتيين فلسطينية لا زالت تنتظر واسرائيلية لا زالت تصارع حق وجودها وتحقيق الاعتراف الاقليمي والعربي فيها معتبرة الخطاب عملية انتقامية امريكية ردا على سنتين من الفشل السياسي.
وفي غزة اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الخطاب منحازا لإسرائيل ،وقال إسماعيل رضوان القيادي بالحركة أن حديث أوباما عن دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 هو "ذر للرماد في العيون في ظل الثورات العربية" مضيفا ""يبدو أن الدافع لخطاب أوباما هو تخوفه من الثورات الشعبية للعودة في ذكرى النكبة وأن هناك خطر قادم يتهدد إسرائيل ولن تستطيع دولة الاحتلال أن تواجهه"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق