هذا ما نشر في احد المواقع والصحف يوم 10 / 9 /2010
بعد ساعات قليلة من تراجع القس الأمريكي تيرى جونز عن دعوته لإحراق نسخ من القرآن في ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001، في وقت متأخر من مساء الخميس بعد اجتماعه مع مسئولين فى مكتب التحقيقات الفدرالية الذى تدخل فى الأزمة بسبب الجدل العالمى الذى أحدثته الدعوة، عاد جونز ليجدد تهديداته بحرق القرآن معلنا أنه "يعيد التفكير" في قراره بسحب تلك الدعوة.
وأرجع راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في "جاينسفيل" بولاية فلوريدا، اعتزامه دعوة أنصاره مجددا لـ"حرق القرآن"، إلى تصريحات لأحد زعماء المسلمين الأمريكيين، نفى فيها التوصل إلى اتفاق بشأن نقل موقع المركز الإسلامي، المقرر إنشاؤه قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي، اللذين دمرا خلال الهجمات.
وقالت شبكة سى ان ان الاخبارية التليفزيونية الأمريكية فى تقرير لها أن هذا التطور الدراماتيكي بشأن دعوة "إحراق القرآن" يأتى بعد سلسلة من الشد والجذب استمرت طوال يوم أمس الأول الخميس، خاصة بعدما سعى كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووزير الدفاع روبرت جيتس، إثناء القس الإنجيلي تيري جونز، عن دعوته.
وكان القس الأمريكى تيرى جونز – الذى وصفته بعض الصحف الأمريكية فى تقاريرها مؤخرا بأنه "القس المجنون- قد قرر مساء يوم الخميس الماضى إلغاء خطته التي كان من المقرر تنفيذها السبت، في الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر ، مشيرا إلى أنه تلقى "تأكيدات" من أحد قيادات الجالية الإسلامية، بأن المركز الإسلامي المزمع إنشاؤه في نيويورك، سيجري نقل موقعه.
وقال جونز فى تصريحات للشبكة التليفزيونية الأمريكية إنه ينوي التوجه إلى نيويورك يوم السبت، للقاء الإمام فيصل عبد الرؤوف، الذي يقف وراء مشروع بناء المركز الإسلامي، والتباحث معه حول موقع جديد للمركز، في الوقت الذي يصر فيه القائمون على المشروع على بنائه في موقعه، على بعد أمتار قليلة من المنطقة المعروفة باسم "المنطقة صفر".
وأكد كل من الإمام عبد الرؤوف، والإمام محمد المصري، رئيس الجمعية الإسلامية في فلوريدا، والذي ظهر في وقت سابق مع القس جونز، أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق، خلال الاجتماع، بشأن نقل موقع المركز الإسلامي إلى أي مكان آخر.
وشدد القس الأمريكي على أنه قرر "تعليق دعوته لإحراق القرآن بشكل مؤقت"، بعدما أبلغه المصري بالتوصل إلى اتفاق بشأن نقل موقع المركز الإسلامي، وقال: "إنني حقا أشعر بخيبة أمل وصدمة كبيرتين، بسبب هذا التحايل على الحقيقة، من الواضح أنه -المصري- كان يكذب علي."
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد انتقد أمس عزم قس كنيسة 'دوف وورلد أوتريتش سنتر' البروتستانية الأصولية الصغيرة المضي قدما في مشروع حرق المصحف الشريف، معتبرا أن هذه الخطة 'مدمرة وخطيرة' وقد تثير موجة عنف، وتقوى من مركز تنظيم القاعدة الذى سيتخذ منها زريعة لتجنيد المزيد من الأنصار.
وقال أوباما في مقابلة مع شبكة 'أي بي سي' التلفزيونية الأمريكية أنها 'مبادرة مدمرة وتناقض بشكل كامل قيم أمريكا'، لافتا نظر جونز – القس الأمريكى الذى وصفته صحف أمريكا أمس بـ "المجنون" إلى أن 'الخطة التي يتحدث عنها "تعرض فعلا للخطر شباننا ونساءنا الذين يؤدون الخدمة العسكرية في العراق وأفغانستان".
ومن جانبه أعرب السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمي القس أولاف فيكسه تفايت أمس، عن شعور المجلس بالقلق البالغ إزاء خطط حرق نسخة من القرآن الكريم، مؤكدا أن المجلس يرفض ذلك بشكل قاطع ويندد به.
ومن جانبه رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التداعيات التي قد تنتج من الدعوة، حيث قال بيان لمكتب نتانياهو انه دعا الى "عدم تنفيذ هذه الأعمال غير المسؤولة" مشددا على انها "تنسف التسامح الديني والسلام"، كما وصف رئيس الوزراء الفلسطينى المقال إسماعيل هنية القس الأمريكى تيرى جونز الذى يهدد بإحراق مصاحف بأنه "أفاك معتوه"، مؤكدا أن حكومة حماس سترد عليه "بتخريج أربعين ألف حافظ للقرآن".
من ناحية أخرى أدانت الهيئة القبطية الإنجيلية بالقاهرة بشدة دعوة قس أمريكى لحرق القرآن الكريم فى ذكرى 11 سبتمبر ،وذكر بيان رسمى للهيئة "يستنكر رئيس وأعضاء مجلس إدارة الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ، ومديرها العام ، ومديرو القطاعات ، والعاملون بها ، والمئات من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية ، وقادة الرأى والفكر ،
وأساتذة الجامعات والإعلامين أعضاء منتدى حوار الثقافات التابع للهيئة ، وأكثر من مليونى مواطن مصرى يستفيدون من خدماتها سنويا ، ذلك الفعل الإجرامى الذى يدعو إليه راعى إحدى الكنائس الأمريكية المتطرفة لحرق المصحف فى مناسبة الذكرى التاسعة لأحداث 11 سبتمبر".
وأهاب البيان بأصحاب الفكرالمستنير والقيادة الأمريكية ، وكافة المؤسسات الدينية الدولية ، الوقوف ضد هذا الفكر المتطرف ، رافضين أى مساس بالعقائد الدينية .. داعين إلى احترام كافة الأديان السماوية والدعوة إلى نشر المحبة
والسلام بين جميع الشعوب ، كما يؤكدون على أن مثل هذا العمل إنما يصدر عن شخصية لا تمت للمسيحية بأية صلة.
وفى السياق ذاته وجه مدير المركز الإسلامى فى بلجيكا الدكتور عبد العزيز اليحيى فى خطبة صلاة العيد اليوم الجمعة انتقادا لاذعا للقسيس الأمريكى تيرى جونز لعزمه إحراق نسخ من المصحف فى ذكرى هجمات ال11 من سبتمبر .
وأعرب - خلال الخطبة التى حضرها العديد من المسلمين من الجاليات العربية فى مختلف أنحاء بلجيكا - عن دهشته "لهذا العمل الشرير الذى يرتكبه رجل دين والذى يتعين عليه عوضا عن ذلك تعزيز الاحترام والتسامح الدينى" ، وشجب الدعم الذى أبداه بعض السياسيين ووسائل الإعلام فى الغرب "لهذا التصرف القذر تحت غطاء حرية التعبير عن الرأى"، لافتا إلى أن "حرية التعبير فى الغرب تطبق فقط حين يهاجم ويهان الإسلام وعلماؤه".
وأشار إلى أن العديد من الزعماء والسياسيين فى الغرب يكرمون ويكافئون من يتعدى على الإسلام وعلمائه ، وناشد اليحيى المسلمين فى الغرب التمسك بعقيدتهم الإسلامية السليمة والدفاع عنها بالحكمة وبالتصرفات والممارسات الجيدة وبالتسامح.
ويقدر عدد المسلمين فى بلجيكا بنحو 500 ألف مسلم معظمهم من دول شمال أفريقيا وتركيا ، فيما يبلغ إجمالى تعداد سكان بلجيكا 10 ملايين نسمة تقريبا.
وقد توافد آلاف المصلين فى مختلف أنحاء بلجيكا إلى المساجد اليوم لإقامة صلاة عيد الفطر المبارك ، فيما شهد مسجد المركز الإسلامى بالقرب من مقر مكاتب الاتحاد الأوروبى فى العاصمة بروكسل أضخم تجمع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق