شهدت دائرة المرج وبركة الحاج اقبال شديد علي اللجان الاستفتاء علي التعديلات الدستورية ، وفي الوقت الذي تشد فيه المنافسة بين أنصار "نعم" و انصار "لا" يظل المشهد المشترك بينهم هو الازدحام الشديد والطوابير الطويلة للمشاركة في أول اختبار للديمقراطية والإجابة علي السؤال الأول وهو الدستور ، وبغض النظر عن تلك الإجابة الحاسمة فالمهم في النهاية هو دخول الامتحان.
ففي بركة الحاج حيث البيئة الريفية و التكتل الكثيف للإخوان المسلمين، شهدت اللجان الاستفتائية تواجد كثيف من جانب المواطنين والذين لم يعتادوا من قبل علي هذا النوع من الديمقراطية، فأغلبهم في النهاية لا يفهمون سوي التصويت بالانتخابات البرلمانية، لذلك فقد استعانوا برأي الأغلبية السائدة "سياسة القطيع ".
ولكن في ظل هذا الزخم الاستفتائي لهذه القرية الريفية، وبعيدا عن غياب الوعي الكافي لخوض هذه التجربة الديمقراطية، تظل الأفة الكبرى هناك هي غياب التنظيم الكافي لأجراء هذا الاستفتاء، خاصة مع التواجد الأمني الضعيف، سواء في تنظيم دخول المواطنين للجان للأدلاء بأصواتهم، أو في قلة عدد القضاة والمستشارين المشرفين علي هذه اللجان، بشكل أدي الي تحول المكان الي شكل من أشكال الهرج والمرج.
وفي محاولة من الأهالي الي وضع حد لهذه الفوضى، قاموا بتشكيل عدد من اللجان الشعبية، شباب ائتلاف بركة الحج، لمساعدة الجيش والشرطة في تنظيم عملية التصويت، ومنع أي اشتباكات من جانب المواطنين جراء الفوضى ومن شأنها تعطيل حركة الأهالي للأبداء بأصواتهم .
أما خارج هذه اللجان فقد تحول المكان الي حلقات نقاشية حول "نعم" و "لا"، يحاول فيها كل طرف أقناع الأخر وتوجيه من حوله بشكل مباشر أو غير مباشر للأتباع رأيه ، بينما يحاول أخرون الي استقصاء ماذا يفعل << التصويت بنعم أم لا>> .
أما في حي المرج وعلي غير العادة فقد توافد المئات علي اللجان المخصصة للتصويت، علي الرغم ان الكثير منهم لم يحرصوا من قبل علي المشاركة في هذه الكرنفالات السياسية، بشكل جعل البعض يعود الي منازلهم لحين انتهاء أزمة الازدحام الشديد، فالمشهد هناك يشعرك انك امام جمعية استهلاكية أو امام أحد المخابز الشعبية.
ومن جانبهم كثفت جماعة الإخوان المسلمين نشاطهم لأقناع المواطنين ب"نعم" من خلال المناقشات الشخصية مع المواطنين وحثهم علي التأييد لعدم المساس بالمادة الثانية من الدستور، والدفع بعجلة الاستقرار، في الوقت الذي لاحظ فيه تواجد قبطي قوي للأدلاء بأصواتهم.
وعلي صعيد متصل فقد بدأت الدعاية المبكرة للانتخابات البرلمانية، حيث حرص النواب السابقين بدائرة المرج والنزهة النائب السابق مجدي عاشور، المنشق عن الإخوان، والنائب السابق عمر عبدالله رفاعي، مرشح الحزب الوطني، علي عدم تفويت هذا الزخم السياسي، والتواجد الكثيف من جانب المواطنين، خاصة تلك الشريحة الجديدة والتي لم تعتاد المشاركة من قبل، عن طريق تقديم التهاني والتعازي للمواطنين والحديث عن الثورة ومدي الدور الذي قاموا به من خلالها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق