في الوقت الذي أكد فيه مسئول أردني قريب من التحقيق الثلاثاء أن الأردن لديه "اثباتات" بأن الصاروخ الذي سقط في مدينة العقبة وتسبب بسقوط قتيل وخمسة جرحى الاثنين، اطلق من شبه جزيرة سيناء المصرية، نفت السلطات المصرية وبشدة أن يكون ذلك صحيحا
وقال المسؤول الأردني لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه "يمكننا الآن القول ودون تردد ان صاروخ جراد الذي سقط في العقبة (الاثنين) جاء من سيناء والتحقيق أوصلنا الى اثباتات".
ويأتي هذا التأكيد الواضح لأول مرة بعد 24 ساعة على سقوط الصاروخ في مدينة العقبة المجاورة لإيلات الإسرائيلية. وأضاف المسؤول ان "الأردن لديه شكوك قوية جدا حول هوية المجموعة المسؤولة عن اطلاق الصاروخ"، لكنه رفض كشف هوية المجموعة "حاليا".
وبعد تصريحات المسؤول الاردني، قال مسؤول في الامن المصري أن مصر بدأت حملة تمشيط في منطقة سيناء. وأكد المسؤول الامني المصري طالبا عدم كشف هويته "بعد التعليقات الأردنية قامت مصر بحملة تمشيط واسعة في شبه جزيرة سيناء"، إلا انه أكد أن "ليست هناك أي مجموعة منظمة تعمل إنطلاقا من سيناء حيث الامن مضمون بشكل كامل وأي نشاط مشبوه كان سيتم رصده".
وقالت مصادر مصرية رفيعة في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء: إنها شكلت لجانًا أمنية لتمشيط منطقة طابا والنقب، واستعانت بأعداد كبيرة بما يعرف بـ "قصاصي الأثر والأدلة" من بدو سيناء ومن أهالي المنطقة، وجرت عملية تمشيط واسعة النطاق وتَمّ مسح حوالي 30 كم مربع لمدينة طابا وحتى النقب، ولم يوجد أثر للإدعاءات الإسرائيلية والأردنية.
وكانت الأجهزة الأمنية تحاول الاستدلال عن أثر إطارات لسيارات أو آثار لأقدام أو أية آثار أخرى، وتَمّ مسح مساحة 30 كم مربع، ولم يستدل على أية أدلة تتعلق بوجود دخلاء للمنطقة.
وقامت السلطات المصرية بقياس المسافة من أمام فندق فرعون بطابا وحتى إيلات والعقبة بشكل تقريبي، فوجدت أن عرض إيلات وحدها يقرب من 8 كم وأنّ المسافة من أمام فندق فرعون وحتى الشارع الذي سقط عليه الصواريخ بالعقبة تصل إلى حوالي 25 كم تقريبًا.
ووفقًا للادعاءات الإسرائيلية والأردنية بأن الصواريخ قد انطلقت من أمام فندق فرعون بطابا فإن المسافة من أمام الفندق وحتى العقبة بلغت 25 كم، وحتى إيلات بلغت حوالي 13 كم وهو أمر غير معقول على أقصى مدى سواء لصاروخ من طراز جراد أو كاتيوشا لا يمكنه أن ينطلق، ويبلغ مدى 25 كم أو حتى 13كم، لذا رجحت التقارير المصرية بأن يكون مصدر إطلاق الصواريخ من جبال إسرائيل.
وأعدت مصر تقريرًا أمنيًا دقيقًا بكافة الأدلة والتحريات وعمليات التمشيط وأرسلته لإسرائيل مساء الاثنين، تنفى فيه بشكل قاطع إطلاق الصواريخ من سيناء وترجح مصر أن جبال إسرائيل كانت وبشكل كبير هي مصدرًا لانطلاق الصواريخ على ميناءي إيلات والعقبة
وتعرض ميناء ايلات الاسرائيلي الاثنين لاطلاق صواريخ لم يسفر انفجارها عن سقوط ضحايا في الجانب الاسرائيلي، غير ان واحدا منها سقط في مدينة العقبة المجاورة وادى الى مقتل شخص وجرح خمسة آخرين.
وكان مسؤول أمني مصري في منطقة سيناء افاد بان الصواريخ التي اطلقت صباح الاثنين على ميناء ايلات على البحر الاحمر في جنوب اسرائيل لم يكن مصدرها مصر.
وقال المسؤول ان "الصواريخ لم تنطلق من سناء"، مؤكدا ان "اي عملية اطلاق صواريخ كهذه من سيناء تتطلب معدات وتجهيزات لوجستية لا يمكن توافرها نظرا الى اهمية الاجراءات الامنية في هذه المنطقة" وتحديدا على طول الحدود مع اسرائيل.
إلا ان الاذاعة الاسرائيلية ذكرت ان الصواريخ "اطلقت من الجنوب" في اشارة الى منطقة سيناء المصرية. وأدان الاردن حادث سقوط الصاروخ في العقبة في بيان رسمي شديد اللهجة الاثنين معتبرا انه "عمل ارهابي".
من جانبه، أكد المسؤول المقرب من التحقيق لوكالة فرانس برس انه "حتى إذا كان الصاروخ سقط خطأ في العقبة التي لم تكن هدفه، فهذا لا يعني انه ليس عملا إرهابيا كونه أدى الى قتل وجرح مدنيين ابرياء". وأضاف ان "هذا الحادث هو الثاني من نوعه خلال ثلاثة اشهر والاردن لن يحتمل أن تكون أراضيه هدفا لاعتداءات صاروخية".
وفي 22 ابريل الماضي ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان صاروخي كاتيوشا سقطا على مدينة ايلات في جنوب اسرائيل دون ان يتسببا باصابات، موضحة ان الصاروخين اطلقا على الارجح من الاردن او من سيناء في مصر.
وتقع العقبة وايلات في خليج العقبة الذي يبلغ عرضه كيلومترات وتحده من جهة صحراء سيناء المصرية والمملكة العربية السعودية من الجهة الاخرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق