كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس، أن "الجاسوس" الإسرائيلي رفرام حداد الذي أفرجت عنه ليبيا مؤخرًا كان على علاقة بفنانين وشخصيات مصرية، وأنه كان محل ترحاب شديد منهم خلال لقاءاته معهم، لكنها لم تفصح عن أسماء هؤلاء الفنانين، وعن طبيعة العلاقات التي جمعته بهم.
وتحت عنوان: "رفرام حداد بطل حقيقي"، قال المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس" بني تسيبار الذي أجرى مقابلة خاصة مؤخرًا مع حداد، إن حياة هذا المصور (34 عامًا)- الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والتونسية- كانت دائمًا على حافة الموت ومليئة بالأخطار.
وروى بني تسيبار، أنه التقى حداد للمرة الأولى منذ سنوات وقاما بالتحدث عن القاهرة، وأبلغه الأخير برغبته في البقاء بها لفترة، فما كان منه إلا أن قام إعطائه عناوين وأرقام هواتف لعدد من الشخصيات المصرية التي يعرفها، وأنه التقى بالفعل تلك الشخصيات ومن بينهم فنانون وأقام علاقة وثيقة معهم.
وقال، إنه في أعقاب عودته من القاهرة قص عليه التجربة الرائعة والفريدة التي مر بها من خلال لقاءاته مع تلك الشخصيات، موضحا أنه ظل لأيام يحكي له عنها متحدثًا عن الترحيب الذي قوبل به من المصريين وفتح قلوبهم له، وذلك بعد أن قدم نفسه لهم على أنه تونسي يهودي لا كإسرائيلي، معتبرًا أن اللعب في الهوية أمر أساسي لأي شخص أجنبي يعمل في مجال الفن.
غير أنه نفي أن يكون حداد جاسوسًا، مؤكدًا أنه لا يعدو كونه فنانا عمله هو الصور والألوان وشغله الشاغل هو توثيق التراث اليهودي، الأمر الذي دفعه إلى وضع مهمة توثيق مواقع يهودية بليبيا على عاتقه، وهي المهمة التي كلفته بها منظمة "الإسرائيليون القادمون من ليبيا"، واصفًا تلك المهمة بأنها كانت محفوفة بالمخاطر لكنها لم تكن بالمستحيلة خاصة مع حمله جواز سفر تونسي.
وقال المحلل الإسرائيلي، إن حداد مر بتجربة رائعة بعد زيارته لمواقع ليبية لم تطأها قدم إسرائيلي من قبل، معتبرًا أن النتيجة التي يمكن استخلاصها من قصة حداد هي أن إسرائيل لا تنسى مواطنيها، حسب قوله.
وكانت السلطات الليبية قد أطلقت مؤخرًا سراح حداد، بعد أن ظل رهن الاعتقال منذ مارس الماضي في طرابلس، حيث كان يقوم بالتقاط صور لمواقع يهودية، عندما اعتقلته السلطات الليبية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حدد الذي دخل ليبيا بجواز سفر تونسي، يعمل مع منظمة تقوم بتوثيق وحفظ تاريخ الجالية اليهودية في ليبيا، وأن المفاوضات بشأن الإفراج عنه استمرت لعدة شهور إلى أن توجت في الأسبوع الماضي بالإفراج عنه.
وأضافت المصادر نفسها أن هذه المفاوضات قادها ليبرمان بنفسه وبوساطة رجل الأعمال اليهودي النمساوي مارتن شلاف الذي يوصف بأنه صديق لسيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي.
وأسفرت المفاوضات عن قبول ليبيا الإفراج عن "الجاسوس" الإسرائيلي مقابل السماح بنقل 20 بيتًا جاهزًا إلى غزة كانت سفينة مساعدات ليبية قد توجهت بها إلى ميناء العريش المصري بعدما منعتها البحرية الإسرائيلية من دخول القطاع منتصف يوليو الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق