في الفترة الماضية عما يسمى بـ"الثورة المضادة".. أقاويل كثيرة واتهامات لأطراف متعددة كانت مستفيدة بشكل أو بآخر من النظام السابق..
نظرية المؤامرة لابد أن تنتعش بالطبع في مثل هذه الظروف. لكن القائلين بوجود "ثورة مضادة" ليسوا في المقابل بالأشخاص الذين يمكن أن نستخف بآرائهم، أو نسفه منها، فمن يملك القدرة على قراءة أحداث وأقوال معينة وخط سير آراء أشخاص بعينهم، يستطيع أن يلاحظ وحدة ما تشكل رؤية لما يمكن أن يؤكد نظرية القائلين بوجود "ثورة مضادة".
أما هذه الاعترافات التي نقدمها فى التقرير التالي لأحد شباب الحزب الوطني الذي استقال بعد قيام الثورة، فقد تؤكد وجهة نظر القائلين بوجود "ثورة مضادة" حقيقية، وقد يعتبرها البعض مجرد كلام مرسل لا أساس له ولا دليل، غير أنها في كل الأحوال اعترافات قد تفتح ذلك الملف عما كان يفعله، وعما يفعله حاليا شباب الحزب الوطني الذين وجدوا أنفسهم فجأة يسقطون من قمة كانوا يظنون أنهم يتسلقونها في طريق السلطة، إلى قاع عليهم إما أن بشاركوا فيه ويتعايشون معه أو يحاربونه.
الاعترافات جاء بها شاب كان ناشطا في اللجنة الإلكترونية بالحزب الوطني، وكشف فيها أسرارا جديدة عن مخططات الحزب قبل وبعد تنحي مبارك، وهي المخططات التي قادت بعضها اللجنة الإلكترونية بالحزب التي كان يترأسها علي الدين هلال (أمين الإعلام) ومحمد هيبة (أمين الشباب).
عضو اللجنة وهو شاب من الإسكندرية –وافق على ذكر اسمه لكننا قررنا إخفاءه خوفا عليه فى الوقت الحالى- حضر كل الاجتماعات التنظيمية للجنة في القاهرة برئاسة هلال.
يقول إن بداية القصة كانت في الأول من نوفمبر 2010 حين بدأت الأمانة العامة للحزب الوطني في مخاطبة أمانات الشباب بجميع محافظات مصر لإعداد قوائم بالشباب والفتيات في الوحدات والشياخات القاعدية بالحزب ممن يملكون قوة تأثيرية حشدية، وسنهم من 18 إلى 35 عاما، بحيث يمثل كل وحدة 25 شابا و25 فتاة على الأقل، وتحتوي القائمة على الاسم، والرقم القومي، ورقم تليفون، وإيميل إن وُجد، ورقم البطاقة الانتخابية، (عدد الوحدات حسب الشاب يتراوح بين 5000 إلى 6000 وحدة على مستوى الجمهورية). وتم بالفعل إعداد تلك القوائم وإرسالها إلى أمانة القاهرة في ثلاث نسخ، ونسخة على "سي دي".
الشاب السكندري يؤكد أن تلك القوائم تعتبر الركيزة الأساسية والقوة الحقيقية للحزب، وكل من فيها يحملون بطاقات انتخابية، وتم استخدام تلك القوائم في تزوير الانتخابات!
وكان دور اللجنة -حسب الشاب المعترف- يتمثل في تلقي اتصالات تليفونية من محمد هيبة وأعوانه بأسماء مواقع وجروبات معارضة للنظام على شبكة النت لتشويه صورة من ينضمون لها وتسفيه أفكارها والسخرية منها، بمقابل مادي أو مقابل الحصول على امتيازات واستثناءات في كثير من مصالح الدولة.
أما دور اللجنة في محاولات إجهاض الثورة فى البدايات والالتفاف عليها كما يقول الشاب -الذي ظهر بالفعل في لقاءات تليفزيونية مع هلال وهيبة-: "في يوم الاثنين 31 يناير الماضى تمت اتصالات من قبل الأمانة العامة ومسئولي المحافظات من مكتب أحمد عز (أمين التنظيم السابق بالحزب) ببعض الموثوق في ولائهم للحزب ومبارك بشأن تسيير مظاهرات مؤيدة للرئيس والنظام بمقابل مادي، ووعود بمناصب حزبية لتلك القيادات، وشقق ووظائف فور انكسار الثورة واستباب الأمر.. مع التأكيد على أن بعضا من رجال الشرطة وأمن الدولة بشكل خاص سيؤمنون تلك المظاهرات".
ويسترسل العضو المستقيل: "بالنسبة للجنة الإلكترونية طلب مني أحد المسئولين عن مجموعة الإسكندرية يوم الثلاثاء 1 فبراير بأن دورنا في هذه المرحلة هو أن نركز في حملاتنا على الإنترنت على أن الثورة تمت وتحقق لها ما أرادت بتغيير الحكومة، وأن مبارك رمز لا يمكن إهانته، وأن الأمور عادت إلى نصابها في كافة المحافظات. والزعم بأن مظاهرات الإسكندرية المعارضة للنظام ضمت عددا قليلا من المواطنين. وأن مظاهرات التأييد لمبارك تجتاح المحافظات، وكذلك حثّ الناس عن الكف عن النزول لمظاهرات الثورة".
أما بعد التنحي ببضعة أيام يقول عضو الحزب السابق: "تم الاتصال بقوائم اللجنة الإلكترونية مجددا، مع التركيز على أن الحزب يعيد ترتيب أوراقه، وأنه مازال اللاعب الأساسي على الساحة، وأن أعضاء اللجنة سيتم منحهم مبالغ مالية جيدة في الفترة القادمة نظير وفائهم للحزب، حيث إن رجال الأعمال، وحسن راتب (تحديدا) صاحب قناة المحور وشركة أسمنت سينا ، يقدرون بقاء هؤلاء الشباب على انتمائهم للحزب.. وأن المقرات سيعاد فتحها، حيث إن مبارك مازال رئيس الحزب، وسيخوض الحزب الانتخابات، وأن الحزب يعد ويصوغ أفكارا لتكريم مبارك، الذى لا يستحق مع فعلوه به، وأنه سيتم الاتصال بهم لاحقا للاستعانة بهم في ذلك التكريم".
اللجنة الإلكترونية –حسب عضوها المستقيل- مازالت تركّز على عدة جروبات مثل: "أنا آسف ياريس"، "ولنبدأ العمل"، "وبنحب مصر"، "وكارهي وائل غنيم"، بالتوازي مع إطلاق الشائعات عن وجود سفن أمريكية حربية تهدد مصر، ولقاءات لإبراهيم عيسى مع قطريين، وأخرى لمحمد البرادعي مع إسرئيليين، ونشر دعوات السلفية بتحريم الاعتصامات والإضرابات، وبالطبع الخروج على الحاكم.
ويكمل الشاب أن أحدث ما يردده وينشره أعضاء اللجنة حسب التعليمات، شائعة تقول إن جمال مبارك زار محافظة الغربية، وأنه قابل عائلة الغرباوي التي أيدت ترشيحه للرئاسة، والترويج إلكترونيا لعمر سليمان رئيسا قادما، وشفيق رئيسا للوزراء.
يذكر في هذا الإطار أن بيانا صدر على شبكة الإنترنت -بدون توقيع، وأكد أن مؤسسي اللجنة الإلكترونية للحزب الوطني، قد "حلوا اللجنة الإلكترونية المركزية بأمانتي الإعلام والشباب بالحزب الوطني الديمقراطي نهائيا". وأكد مؤسسوها أنهم غير مسئولين بأي شكل من الأشكال عن أي كيان أو أشخاص ينتحلون اسم أو صفة اللجنة مستقبلا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق