الخميس، 2 أكتوبر 2014

راح مبارك جه السيسي ونفس الكدب هو هو

من كام يوم وانا بشاهد قنواتنا المصريه وبسمع الاخبار وكأنني اشاهد الاخبار في عهد مبارك تماماً اذاي .... اقولكم اذاي...... نفس الوجوه اللي بتكدب علي الناس ونفس التضليل المذيعه جيبه واحد من الحكومه وعمال يقول احنا عملنا وعملنا وعملنا بس الواقع غير... وشويه وتحس كده ان الحياة حلوه وامن وامان ومفيش قاتل وسرقه ونهب وبلطجه في الشوارع وجيبين ارقي المناطق عشان الناس تصدق والمشكله ان فيه ناس بتصدق .... بس ده مش موضوعنا المهم اننا ممنوع علينا ننشر اخبار او نحصل علي اخبار لرجالة مبارك اللي خرجوا من السجون واخدوا برائه وكمان رجالة السيسي اللي هما اساساًُ صرف ملايين علي السيسيي عشان يوصل للي هو فيه دول خط احمر واللي مش عجبه يشرب من البحر عرفين ده ان دل بيدل علي ايه ان منظومة الاستبداد و الفساد و الحتقار اشتغلت تاني بغطاء من السلطة والامن بقيادة محمد باشا ابراهيم .... يعني من الاخر بكره تشوفوا مصر هتتبرهن علي الحقيقة بس مش لينا كشباب محدودي الدخل والا للفقره اللي عيشين يوم بيوم لا بكره تشوفوا مصر وهي مسروقه وخيرها في جيوب فلان وعلان واللهي المشاهد كلها بدل علي كده ان الفقير هيفضل فقير والجعان هيفضل جعان وبزياده اوي يا شعب مصر ....
بس علي لساني كلمه هقوله وامري لله :::: دم شباب ثورة 25 يناير ودم بتوع ربعه ودم كل واحد مصري مات وهو بيدافع عشان حرية البلد في رقبتنا كلنا وان شاء الله ربنا هينصر الحق وهناخد بالقصاص عما قريب .....@

اني احبك



إني أحبك

هذا اعتراف
أعلنه من عمق
صوتي
فلتسحب الأرض بساطها
وتختفي أزهارها
ويحل الكون موسم غريب
لا ربيع
لا خريف
وليُسقط الصيف ثلوجه
ويقدم الشتاء أوراق
استقالته لرعوده
لتغلق أبوابها السماء
ويسافر الغيم دون
دموع أو بكاء
ليحل وقت ليس
ليل أو نهار
وتهاجر البحار خلف
بحارها
وتتفتت الجبال

إني أحبك
هذا اعتراف
فلتكن شمسي أنت
ونوري
والضياء
عالم أرحل إليه
من عالم
مات شعوره
أرض لا زرع فيها
جدباء دون ماء
من قسوة كصخر
تهادى فوق قلبي
يمنعه الهواء
من قيود حرمتني
السير …
زحفاً أسير
تغطيني الدماء
أتحدى برأس مرفوع
وقامة لا تنحني
أبيّة رغم السياط
والعذاب
في شرقنا
لا حب يقترب من
النساء
عار وخزي
وألف سكين
تُمد على الرقاب
في شرقنا
قلوبنا ممنوعة من
النبض
تتلفت ألف مرة
قبل سماع صوتها
همسها شقاء
في شرقنا
تجف دموعنا
قبل البلوغ
فتصبح عيوننا
بكماء
نموت قبل الموت
وحياتنا تمضي
هباء

إني أحبك
هذا اعتراف
أعلم أني سوف
أرجم
وألعن
في العلن
وفي الخفاء
تلاحقني السيوف
والخيول
والرماح
ويُحفر لي قبر
وأُدفن دون
وداع أو عزاء
أعلم أن اعتراف
كهذا سيورثني
الشقاء
ولكني بحبك
قوية كسنديانة
لا تهزها الرياح
لا تنحني
مخضرة أوراقها
دائمة العطاء
أغرد فوق ألف
دوحة
سعيدة
لا أمّل الغناء
أصرخ دون خوف

إني أحبك
ولتختفي دونك
الأكوان
وليبقى لنا
من وقت الحياة
لقاء .

دعاء


تصحيح الاخطاء لجرائد مصر الصفراء

تصحيح الاخطاء 
من المفترض ان يكون هذا مقال ولكن للاسف هذا يبين للجميع كيف يتعامل الاعلام وكأنهم يمجدون وجه فرعونهم الجديد 
اللي كان من المفترض يقال ويكتب بدل من هذه الدباجه هو ما سترجمهوا اليكم الان :
كاريزما عرصية نادرة ... عقلية سافلة ... جمل قصيرة علشان من غير فلاتر 
لا يقدر المسؤلية ومطلع سلسفيل شعبه ... مسهوك وغامض ... يتعامل مع الواقع بعيون العرص !!

زمن الحب الجميل

لا تعليق سوا ان نقول يجب علي السيسي ان يتعلم كيفية الخطاب وليتذكر دائماً انه كما يقال انه رئيس اكبر دولة عربية 
بل باسلوبه هذا لا يليق بنا  ان نقول عليه سوى انه ارجوز جاء ليلعب دور قد رسم له من دول كثيره معلومه للجميع 
من هنا اقول للسيسي افندي الايام بيننا ولم نشوف هتكبر امته وتعرف ترد وتتكلم ياعـ..............



كيف تكون بطلاً



البطولة: كل موقف من مواقف الحياة بعثت عليه غاية نبيلة جليلة، فاندفع 
إليه البطل في لحظة من لحظات السمو على كل ما يخضع له الناس من رغبة أو 
رهبة إخلاصاً لما آمن به من القيم والمثل. 

وعلى هذا فليس كل شجاعة بطولة، وليس كل شجاع بطلاً وليست البطولة هي 
الشجاعة، وإنما الشجاعة من صفات البطل لا أكثر.

وللبطولة بواعث شتى تبعث إليها، فهي ليست مقصورة على المواقف الرائعة 
الفذة التي يأتي بها الأبطال في ساحات الوغى وإنما هي ضروب وألوان.

بواعث البطولة

1- الإيمان بالله :-

الإيمان الله ـ عز وجل ـ يقف على قمة البواعث، ذلك لأن الإيمان الحق قوة 
مبدعة إذا مست القلوب اهتزت بأروع الشمائل ـ الخصال والصفات ـ وربت أجل 
الخصال وأنبتت من البطولات أجلها ـ أعظمها ـ تضحية وفداء وأرساها بذلاً 
وعطاء وأبقاها على الدهر.

وتاريخنا الاسلامي حافل بهذه الألون من البطولات غنى بها غِنى يفوق كل تقدير 
منذ فجر البعثة إلى يوم الناس، هذا وسيبقى بإذن الله سمة من سمات الأمة 
الإسلامية حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهاك مثالاً لذلك :-

في السنة التاسعة عشر للهجرة بعث عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ جيشاً 
لحرب الروم، وكان قيصر ـ عظيم الروم - قد تناهت إليه أخبار ضد المسلمين 
وما يتحلون به من صدق الإيمان ورسوخ العقيدة واسترخاص النفس والنفيس في 
سبيل الله، فأمر رجاله إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين السابقين أن 
يبقوا عليه ويأتون به حياً، ويشاء الله أن يقع عبد الله بن حذافة السهمي 
أسيراً في أيدي الروم فحملوه إلى مليكهم، وقالوا: "إن هذا من أصحاب محمد 
السابقين"، نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة طويلاً ثم بادر قائلاً إني 
أعرض عليك إن تتنصر فان فعلت أطلقت سراحك وأشركتك في ملكي وقاسمتك 
سلطاني.


فتبسم الأسير المكبل في قيوده وقال: "والله لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع 
ما تملكه العرب على أن أرجع عن دين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ طرفة عين 
ما فعلت"، قال: "إذا أمتك"، قال: "أنت وما تريد"، ثم أمر به فصلب وقال 
لقناصته ـ بالرومية - ارموه قريباً من يده، وهو يعرض عليه التنصير فيأبى، 
فقال ارموه قريباً من رجليه، وهو يعرض عليه مفارقه دينه فيأبى، فأمر به 
إلى السجن ومنع الطعام والشراب ثلاثة أيام، ووضعوا عنده لحم خنزير وخمر 
ودخلوا عليه بعد ثلاث، فإذا هو مالت عنقه من الجوع والعطش فسألوه لم تأكل 
الخنزير وتشرب الخمر.

فقال: "أما إن الضرورة أباحت لي ذلك ولكني خشيت أن يشمت أمثالكم في 
الإسلام وأهله".

فأدخلوا عليه أجمل نسائهم لعل فتنة النساء تعطيهم ما يريدون أو تروى 
غليلهم، فتعرضت له فأعرض عنها وهو يتلو القرآن، حتى خرجت تقول: "والله لا 
أدري أأنثى أم ذكر، أأدخلتموني عل رجل أم على حجر".

وتتحطم فتنة النساء على صخرة الإيمان، بعد أن تحطمت فتنة المال والسلطان 
على نفس الصخرة.

ثم دعا قيصر بقدر عظيم فصب فيه الزيت، ورفعت على النار حتى غلت، ثم دعا 
بأسيرين من أسرى المسلمين فأمر بأحدهما أن يلقى فيها، فألقى فيها فإذا 
لحمه يتفتت وإذا عظامه تبدو عارية، ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة وعرض 
عليه النصرانية، فكان أشد إباء لها من ذي قبل، فأمر به أن يلقى في القدر 
فلما ذهب دمعت عيناه، فقالوا لقيصر: "إنه قد بكى"، فظنوا أنه قد جزع 
فقال: "ردوه"، فلما مثل به بين يديه عرض عليه النصرانية فأباها، 
فقال: "ويحك فما الذي أبكاك"، قال: "أبكاني أنى قلت في نفسي: تلقى الآن 
في القدر فتذهب نفسك، وقد كنت أشتهى أن يكون بعدد ما في جسدي من شعر 
فتلقى كلها في نفس القدر في سبيل الله". فقال الطاغية: "هل لك أن تقبل 
رأسي وأخلى عنك؟"، فقال عبد الله : "وعن جميع المسلمين أيضاً". قال وعن 
جميع المسلمين. 

وعندما وطأت قدما عبد الله بن حذافة المدينة النبوية كان الخبر قد سبقه 
إلى أهلها، فقال له عمر بن الخطاب وهو فرح مسرور بثبات عبد الله وقوة 
إيمانه: "حقٌّ على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة، وأنا أبدأ بذلك! 
فقام وقبل رأس عبد الله بن حذافة رضي الله عنه.

2- الكرامة و العزة :-

من بواعث البطولة الكبرى الشعور العميق بالكرامة والإحساس الشديد بالعزة 
ـ العزة بالإيمان ـ والأنفة من العار، فعقبة بن نافع أقبل على موارد الردى 
ـ القتل ـ وهو يعلم علم اليقين انه لا صدر بعد هذا الورود.

ومحمد بن حميد الطوسي رأى باب الموت مفتوحاً أمامه فدخله أنفة من عار 
الفرار.

3- الحب في الله :-

كم سجل التاريخ في أسفاره من بطولات المحبين وتضحياتهم قصصاً تستلين 
القلوب القاسية وتستدر الدموع العاصية، ولعل أروع مثل على هذا الحب 
وبطولاته ما روته كتب التراجم والسير عن خبيب بن عدى ـ رضي الله عنه ـ بعد 
أن ظفرت به قريش بعد بدر وصلبوه ليقتلوه، وكان على رأس الناس يومئذ أبو 
سفيان بن حرب وصفوان بن أمية. وتقدم أبو سفيان، وقال له: "أناشدك الله 
أتحب أن يكون محمد مكانك الآن تضرب عنقه وإنك في أمن في أهلك؟"، فتبسم 
خبيب، وقال: "والله ما أحب أن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكانه الذي 
هو فيه الآن، وأن شوكه تصيبه فتؤذيه وإني جالس في أهلي". فما كان من أبي 
سفيان إلا أن قال: "والله ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد لمحمد".

4- الإيثار على النفس :-

تأمل معي هذه القصة التي مهما نسى المسلمون كل تاريخهم الحافل فلن ينسوا 
ذلك الموقف الرائع الذي ختمت به معركة اليرموك، ذلك أنه عندما انجلت تلك 
الواقعة الفاصلة عن ذلك النصر المؤزر للمسلمين، كان يتمدد على الأرض ثلاثة 
أبطال أثخنتهم ـ أضعفت وأوهنت قواهم ـ الجراح، هم الحارث بن هشام، وعياش 
بن أبى ربيعة، وعكرمة بن أبى جهل ـ رضي الله عنهم جميعاً ـ، فدعا الحارث 
بماء ليشرب فلما قدم له نظر إليه عكرمة فقال الحارث: "ادفعوا إليه"، 
فلما قربوه من عكرمة نظر إليه عياش، فقال: "ادفعوه إليه"، فلما دنوا من 
عياش وجدوه قد قضى نحبه، فلما عادوا إلى صاحبيه وجدوهما قد لحقا به.

5- غنى النفس (الزهاده) :-

حدث لأحد أعيان مكة، قال: دخلت بستاناً من بساتين المدينة، فوجدت رجلاً 
حبشياً يجلس إلى جذر البستان وفى يده رغيف من الخبز وأمامه كلب مقع ـ 
جلسة الكلب على رجليه الخلفيتين ـ فكلما اقتطع من الرغيف لقمه اقتطع 
أخرى ودفع بها إلى الكلب.

فدنوت منه وقلت: أهذا كلبك؟

قال : لا.

قلت: فلم تطعمه وما معك غير هذا الرغيف.

قال: لأننا أمرنا ألا نأكل وذو عين ينظر إلا أطعمناه مما نأكل. 

فقلت: أحر أنت أم عبد.

فقال: بل أنا لآل فلان.

فقلت: وهذا البستان؟

فقال إنه لهم، وأنا أعمل فيه.

فمضيت إلى سيده فشريته وشريت البستان أيضاً، ثم عدت إليه فإذا هو يعمل في 
شجره، فقلت له: لقد اشتريتك من سيدك وأعتقتك لوجه الله، واشتريت منه هذا 
البستان ووهبته لك ابتغاء مرضات الله، فما زاد على أن قال: الحمد لله الذي 
أعتق رقبتي، والشكر له على ما وفقك لهذا الخير، أما البستان فاشهد أنى 
تصدقت به على فقراء المدينة، فقلت: على رغم حاجتك؟

فقال: هداك الله، لقد أنعم عليّ الله، أفلا أكون عبداً شكوراً.

6- تقوى الله جل وعلا :-

من بواعث البطولة التقوى، فإذا تمكنت هذه المنقبة من قلب امرئ أحكمت 
سلطانها على نفسه، وشددت قبضتها على هواه، وملأت بالبطولة أعماله 
وتصرفاته، وما أحسن ما قيل في ذلك:-

ليس من يقطع طرفــــاً بطلاً إنما من يتقى 
اللهَ البطلُ

كان التابعي الجليل محمد بن سيرين قد قسم حياته أقساماً ثلاثة، فجعل قسماً 
للعلم يأخذه ويعطيه، وقسماً للعبادة يصفوا فيه إلى ربه، وقسماً للتجارة 
يكسب فيه المال الذي يسد به الحاجات، ويقضى به الحقوق ويعود به على 
المحتاجين، وفى ذات مرة اشترى زيتاً بأربعين ألف درهم مؤجلة. فلما فتح 
أحد زقاق الزيت ـ الزق: إناء من جلد تحفظ فيه السوائل ـ وجد فأراً ميتاً 
متفسخاً، فقال في نفسه: إن الزيت كله كان في المعصرة في مكان واحد، وإن 
النجاسة ليست خاصة بهذا الزق دون سواه وإني إن رددته للبائع بالعيب 
فربما باعه للناس، ثم أراقه كله. وقع ذلك في وقت كان محمد بن سيرين 
يشكوا من خسارة كبيرة حلت به، فركبه الدين، وطالبه صاحب الدين بماله فلم 
يستطع سداده، فرفع أمره إلى الوالي فأمر بحبسه حتى يسدد ما عليه فلما 
صار في السجن وطال مكثه فيه أشفق عليه السجان لما علم من أمر دينه وما 
رأى من شده ورعه وطول عبادته، فقال له: أيها الشيخ إذا كان الليل فاذهب 
إلى أهلك وبت معهم، فإذا أصبحت فعد إلى واستمر على ذلك حتى يطلق سراحك 
فقال والله لا أفعل قال ولم؟

فقال: حتى لا أعينك على خيانة السلطان، ولما احتضر أنس ـ رضي الله عنه ـ 
أوصى بأن يغسله محمد بن سيرين ويصلى عليه، وكان ما يزال سجيناً، فلما 
توفى جاء الناس إلى الوالي واخبروه بوصية صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه 
وسلم ـ وخادمه واستأذنوه في أن يخلي سبيل محمد بن سيرين لإنفاذ الوصية 
فأذن له.

فقال لهم محمد بن سيرين: لا أخرج حتى تستأذنوا صاحب الدين، فإنما حبست 
بما له عليّ من الحق، فأذن له الدائن أيضاً، عند ذلك خرج من السجن فغسّل 
أنساً وكفنه وصلى عليه، ثم رجع إلى السجن كما هو ولم يذهب لرؤية أهله.


سبحانك اللهم وبحمدك: أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

الأتون الامريكى للعرب




لا يمكن لشخص يزعم أن في قلبه شيئا من الوطنية أو العروبة أو الإسلام أن يمد يده لأمريكا أو إسرائيل ليحارب معهما آي كيان أخر حتى لو كان هندوسيا , فما بالك أن هؤلاء الأعداء الجدد المزعومين يتحدثون العربية ويدينون بالإسلام , وينتصرون لأناس أبرياء قتلوا وسجنوا واغتصبت نساؤهم على مرأى ومسمع من العالم دون أن نجد آي خفقة تعاطف من هذا الشخص. 

ليس ذلك فحسب , بل إن هذا الشخص كان شريكا أصيلا في الوصول بهؤلاء الضحايا إلى مرحلة الانتكاس والانكفاء , ما ترتبت عليه رغبة عارمة في الخلاص وبأي ثمن وتحت أي شعار. 

بالقطع . . عرفتم عمن أتحدث؟ 

فليس من الوطنية أبدا أن نحول جيش مصر الذي نتمنى له النجاة إلى مجموعات من المرتزقة طوع إشارة أمريكا وكل قوى الإمبريالية الغربية , ونزج به في معارك لا ناقة لنا فيها ولا جمل - بعد التغاضي عن وحدة الدين والقومية والجنس والتاريخ والجغرافيا وكل ما درسناه قديما في التربية القومية عن الوحدة العربية وما درسناه أيضا في الدين عن المقاصد الإسلامية الخمسة التي يجب أن يناصر المسلم فيها المسلم - ونوليه أينما ولت أمريكا وجهها, فتارة نرسله ليحارب ما تسميه الامبريالية بالديكتاتورية البعثية التي يمثلها صدام حسين ونسقط العراق في "مفرمة" كبري سقط على إثرها قرابة مليونان ونصف المليون شهيد وملايين اللاجئين في الخارج. 

وتمر عدة سنوات ما كاد يضمد العراقيون فيها جراحهم وينسون قتلاهم , حتى نرسله مرة اخرى ومع نفس القتلة ليحارب ما تسميه أمريكا "الإرهاب" الذي تمثله دولة الإسلام في العراق والشام ونقتل ملايين أخري من أهلنا في العراق. 

والسؤال : بما أنك لم ترسل قواتك لمساندة الشعب العراقي الشقيق الذي تجرع الشقاء ألوانا جراء العدوان الأمريكي الأطلسي , بل كنت شريكا للعدو في جريمته , فلماذا نراك تذرف الدمع اليوم على ما تسميه "الإرهاب"في العراق , حينما جاء من يناهض العدو الأمريكي؟ 

في الحقيقة أن لا املك معلومات كثيرة عن تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق المختصر بـ"داعش" , ولا أبرأها ولا أدينها , فهي واحدة من الميليشيات التي تفشت في العراق مؤخرا كما يتفشى النار في الهشيم , وإدانتها أو تبرئتها يجب أن يأتي في إطار عام لإدانة ما حدث في العراق بعد الغزو الصهيو أمريكي له في 2003. 

ولا أخفيكم سرا إن المنطقة العربية عاشت استقلالا وهميا في منتصف القرن الفائت .. وهذا الاستقلال الوهمي أنجب بالطبع نظم حكم مشوهة لتتناسب مع تلك المجتمعات المشوهة والتي يجري تسطيحها وتجهيلها إعلاميا وحصرها في نزاعات سياسية ومذهبية واقتصادية واجتماعية مفرغة وبالتالي نتج عنها نخب سياسية مشوهة والذي من الظلم البين حصرها في التيار الإسلامي.. وهو التيار الذى لم يحكم لكي نلقي عليه مسئولية السواد الذي نعيشه.. ومن الجور أن نتهمه تعميما بالخيانة بينما رأيناه هو من يتصدر كل المواقف الرافضة للاعتداءات المتتالية على غزة بدليل أنه حينما اختفي الإسلاميون من المشهد في مصر ولهم عذرهم لم نري تظاهرات رافضة للعدوان الأخير على غزة .. ومن قبل غزة رأيناهم يملئون الميادين رفَضا للعدوان على العراق التي كان يحكمها نظام قومي بعثي .. في الوقت الذي أيد العسكر وقطاع كبير من نخب كامب ديفيد هذا العدوان وراحت تبرره .. إذن فالإسلاميون هم جزء أصيل من الحراك الرافض للهيمنة وليسوا من صنعه ..إن أردنا الإنصاف. 

وإذا استطاعت الامبريالية خداع بعض قادة التيار الإسلامي وزجت بهم في معارك لم يكونوا هم من جنى ثمارها بسبب عدم النضج السياسي .. فهذا لا يعنى أنهم عملاء وخونة .. فعدم النضج السياسي قاسم مشترك لدى جميع النخب والتيارات السياسية والفكرية في العالم العربي عامة والمصري خاصة .. فلدينا في مصر نخب سياسية ليبرالية تؤمن بقطع لسان من يتكلم وتبرر التشدد في قطع الألسنة .. ونخب اشتراكية لا يعنيها إذلال العمال والفلاحين وتزايد حدة الفقر والاستغلال بقدر ما يعنيها الحق في الشذوذ الجنسي والتهكم على الله .. ونخب قومية وناصرية تهلل للعدوان الصهيوني على غزة وتقدم لإسرائيل الشكر وتزغرد للتحالف مع أمريكا وبريطانيا وكل قوى الإمبريالية والاستعمار لقتل أشقاء في الوطن والدين والجنس واللغة ولكنهم يخالفونهم في التوجه الفكري أقل بكثير مما تخالفهم به أمريكا التي يتحالفون معها.. فكيف لنا أن نعيب كل التيار الإسلامي إن تطرف منه فريق واستغلته الصهيونية لنيل مآربها كما نالته من كل التيارات الفكرية الأخرى من قبل ومن بعد.

يجب علينا التحلي بالإنصاف في معالجة خطايانا .. فمثلا ..

بعض الإسلاميين اخطئوا في مناصبتهم المذهب الشيعي العداء .. ولكن ليس كل الإسلاميين يناصبون الشيعة العداء.. بل حينما زار الرئيس الإيراني مصر في عهد الدكتور محمد مرسي وبدأت صفحة تقارب جديدة بين مذهبي الأمة وجدنا الصحف التي يستولى عليها عتاة الليبراليين واليساريين يتهمون مرسي بتشييع مصر.

وبعض الإسلاميين اخطئوا في دعمهم لتنظيم القاعدة الذي لم يجلب على المسلمين إلا الخراب فاحتلت بذريعته أفغانستان والعراق .. ولكن تنظيم القاعدة لم يمنح أراضي عربية لأمريكا وبريطانيا وفرنسا لبناء قواعد أجنبية ويتم تدمير العراق وقتل الملايين من شعبه من خلالها كما فعلت كل دول الخليج والأردن ومصر.. ولم يرسل قواته معهم لغزوه كما فعلت مصر والأردن وسوريا ضد العراق عام 1990 وبعده.. ولذلك فلو كنا منصفين لقلنا أن داعش - وهى حركة مشبوهة بالقطع - لم تدمر العراق ولكن دمره الاحتلال الأمريكي الذي هللت له نخب "الأمنجية" المسيطرة علي كل التيارات الفكرية العربية والمصرية.

وإذا كان الإسلاميون شاركوا في أحداث ليبيا فدول الخليج كافة وأهمها الإمارات والسعودية هي من قامت بدور رأس الحربة مع قوات الناتو وهذه النظم وكل نخبها هللت.. وما حدث في ليبيا حدث أيضا في سوريا. 

والواقع يقول أن الاستبداد السياسي طغى بعفنه على المشهد العربي .. فإذا إنصلح المشهد السياسي .. قطعا ستتطهر النخب والجماعات بكل أفكارها وأولها التيار الإسلامي الذي تلقي دروسا سياسية قاسية خلال السنوات الماضية جعلته عصيا على الاستغلال من قبل الامبريالية مجددا - وهو للإنصاف استغلال حدث مع جميع التيارات الفكرية في عالمنا العربي. 

وأنا حزين حقيقة على مستقبل بلادنا لأننا أنفقنا عمرا طويلا لإقناع التيار الإسلامي بأهمية الانخراط في العمل السياسي والتغيير عبر الصناديق , ولكن في ثاني تجربة لهم - مصر بعد الجزائر - على التوالي مع الصناديق يجدون أن عواقب ما تفرزه لهم هو الحرق والخنق والشنق والطعن والسجن والاغتصاب والإقصاء والتشريد بطريقة ما كانت لتحدث لو أنهم حملوا السلاح منذ البداية ونبذوا لعبة الصناديق كما كانوا من قبل.

وهناك مجموعة من المعلومات والاستدلالات يجب الإشارة إليها حول المنطق الأمريكي في التعامل مع القضايا العربية ويمكن تطبيقها بشكل ما على نظم الحكم في دول الموالاة كمصر مثلا:

* طريقة أداء الولايات المتحدة عادة في الدول الموالية لها في الوطن العربي تتم عبر ثلاثة مراحل :

- الدعم القوى للنظام الذي هو من صناعتها ويدين لها بالولاء مع مراقبته حتى لا يكبر بطريقة ما وتكبر في عقل قادته فكرة التحرر والاستقلال. 

- خلق معارضة لهذا النظام كبديل عن المعارضة المحلية الوطنية الراغبة في الاستقلال التام وتمويلها ومساندتها للقيام بدور المعارض الحقيقي ولتعطيل حركة الاستقرار في هذا البلد. 

- متى اشتدت حالة الحنق والغليان المحلية ضد النظام تقوم الولايات المتحدة بتجهيز المعارضة المصطنعة للإطاحة بالنظام والهدف من ذلك منع المعارضة الوطنية من الوصول للسلطة. 

* إن الربيع العربي الذي شاهده وطننا العربي في السنوات الماضية كان في الأصل تطبيقا لخطة أمريكية قديمة تسمى "الترميم والهدم "وتقضى بترميم نظم الموالاة لإحكام السيطرة الأمريكية عليها وهدم دول الممانعة وإدخالها في دوامة الفوضى.. وتمت عملية الترميم في دول الموالاة بالتنسيق الدقيق بين الولايات المتحدة وأجهزة مخابرات وجيوش تلك الدول ولاقت استجابة شعبية واسعة على أمل التحرر والرفاهية لكن تم تحويل الحلم إلى كابوس مرعب حينما وجد الناس أن النظم التي ثاروا عليها تعد أكثر إجراما واستغلال وظلما , بينما كان الحال في دول الممانعة هو استدراج كارهي الاستبداد من التيارات الإسلامية لإحداث مواجهة مع هذه النظم وإضعافها ثم تتدخل الإرادة الأمريكية بعد ذلك بالقضاء على الخصمين معا , وهو ما حدث في ليبيا وسوريا , ولذلك فإنني أقول للسيد قذاف الدم , توقف عن دعم حفتر فهم أشد خصومة لك ممن يحاربونه , فهو ممثل لأمريكا التي أسقطت القذافي. 

* الولايات المتحدة تسعى دوما لإذكاء الصراع السني الشيعي في المنطقة العربية وجعل هذا الاختلاف المذهبي أتون موقد يحرق كل شيء عربي وكل أمل في التحرر والعيش الكريم. * الولايات المتحدة ستفشل آية محاولة تقارب بين التيارين الإسلامي والقومي, وهى تدرك تماما أننا وطن يسير بجناحين فإذا انكسر له جناح بالطبع سيبقي دائما وطنا ساقطا, والجناح الإسلامي بالقطع يشمل السنة والشيعة , أما القومي فيشمل كل من يتكلم بلغة الضاد.

للكاتب / سيد أمين



اصدقائي في العالم