‏إظهار الرسائل ذات التسميات العهد الجديد للاخوان المسلمين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العهد الجديد للاخوان المسلمين. إظهار كافة الرسائل

السبت، 16 يناير 2010

عاكف يعلن بديع المرشد الثامن للاخوان المسلمين




المرشد الثامن للاخوان المسلمين فضيلة الدكتور محمد بديع

ينتمي محمد بديع سامي للجناح المتشدد في جماعة الإخوان المسلمي، الذي يسمى جناح "القطبيين" نسبة إلى المنظر الإخواني الشهير سيد قطب، وبديع من مدينة يلعب أبناؤها دوراً مؤثراً في تنظيم الإخوان، وهي مدينة "بني سويف" في شمال الصعيد، ويراه مراقبون "من ذوي الشخصيات رمادية اللون التي تفتقد للحضور داخل الصف الإخواني وخارجه.


القاهرة: وسط حضور إعلامي كبير أعلن محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" في مصر اختيار خليفة له هو "محمد بديع سامي" كمرشد عام ثامن للجماعة، وأكد عاكف خلال مؤتمر صحافي "أن للإخوان منهاجًا واضحًا للإصلاح ومراجعة مستمرة لمناهجهم ولوائحهم ومواقفِهم لتطويرِ آرائِهم حَسْب الجديدِ الذي يُواجهونه مِن مواقف وأفكارِ، بمرونة لا تُناقِض الثوابت ولا المبادئَ التي يؤمنون بها، مدركين أنهم سيظلون بخير ما قَبِلُوا النصيحة"، حسب قوله .


وينتمي محمد بديع سامي للجناح المتشدد في الجماعة الذي يسمى جناح "القطبيين" نسبة إلى المنظر الإخواني الشهير سيد قطب، والذي أعدم شنقا عام 1966، وبديع من مدينة يلعب أبناؤها دوراً مؤثراً في تنظيم الإخوان، وهي مدينة "بني سويف" في شمال الصعيد، ويراه مراقبون "من ذوي الشخصيات رمادية اللون التي تفتقد للحضور داخل الصف الإخواني وخارجه ويصعب الدفع به لصدارة المشهد العام"، كما يرى بعض المحللون السياسيين والمراقبين.


يأتي هذه وسط تضارب تقديرات المراقبين عما إذا كان تنصيب المرشد الجديد لكبرى الجماعة المعارضة في مصر وهي جماعة (الإخوان المسلمون) سوف يشكل تصاعداً أو تراجعاً أو حتى مجرد "هدوء نسبي" في حلقات الصراع المتصلة والمتداخلة، سواء بين الجماعة والنظام، أو حتى داخل صفوف الإخوان أنفسهم، بعد أن مرت الجماعة خلال الفترة الماضية بعواصف داخلية عديدة، غير أن أسوأ ما في ذلك الأمر هذه المرة هو أن تلك الخلافات باتت على مرأى ومسمع من شتى ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في مصر، وذهبت إلى القول إن المرشد المنصرف مهدي عاكف حاول مراراً دون جدوى التوفيق بين المعسكرين المحافظ والإصلاحي، غير أن النتائج النهائية للمعركة الداخلية في الجماعة أكدت مدى تنامي نفوذ المحافظين داخل قيادة الإخوان .


وفي "تسجيل فيديو" تلقينا نسخة منه، توجه محمد بديع المرشد العام الثامن للإخوان المسلمين بكلمة قال فيها: "أتوجه بالشكر إلى أستاذنا وأخينا الكبير ومرشدنا الكريم الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد السابع للجماعة، الذي قاد السفينة وسط العواصف والأنواء، وتجاوز بها العقبات، ثم قدَّم هذا النموذج الفريد لكل القادة والمسئولين في الحكومات والهيئات والأحزاب بالوفاء بعهده، وتسليم القيادة بعد فترة واحدة، فتعجز كل كلمات اللغة عن التعبير عما في صدورنا من حب وتقدير لهذا المرشد، ولا نملك إلا أن نقول: جزاك الله خيرًا، وأثابك بفضله ثواب الصديقين"، على حد تعبيره .


وأشار بديع إلى أن الإخوان يؤمنون بالتدرج في الإصلاح، وأن ذلك لا يتم إلا بأسلوب سلمي ونضال دستوري قائم على الإقناع والحوار وعدم الإكراه؛ لذلك فهم يرفضون العنف ويدينونه بكل أشكاله سواء من جانب الحكومات أو من جانب الأفراد، أو الجماعات أو المؤسسات.


ومضى بديع قائلاً "إن الإخوان لم يكونوا في يوم من الأيام خصومًا للأنظمة الحاكمة، وإن كان بعضها دائم التضييق عليهم والمصادرة لأموالهم وأرزاقهم والاعتقال المستمر لأفرادهم، لكن الإخوان لا يترددون أبدًا في الكشف عن الفساد في كل المجالات ولا يتأخرون في توجيه النصح والمقترحات للخروج من الأزمات المتلاحقة التي تتعرض لها بلادنا، ويربون أبناء وبنات الأمة على الأخلاق والفضائل والنفع للغير، وهذا كله يصب في مصلحة الوطن والمواطنين ومؤسسات الدولة" .


ويرى مراقبون في مصر أن أسوأ ما في الموقف المتأزم الذي شهدته جماعة الإخوان هو أن هذه الأزمة قد باتت معروفة للجميع، على عكس تقاليدها التي طالما التزمت بالسرية خاصة في ما يتعلق بالعواصف الداخلية التي تمر بها بين الحين والآخر، ففي مثل هذه الأزمات يقوم هذا التنظيم الإسلامي الذي يتمتع بانضباط ذاتي، بالتوصل لصيغة ما لتوحيد صفوفه، حتى لا يثير داخله أزمة ربما تمس وجوده وبنيته التنظيمية الصارمة ، خاصة في ظروف تشهد فيها ملاحقات متواترة مع النظام الحاكم.


ويمضي مراقبون إلى القول إن الانقسامات بين الإخوان ليست جديدة، ولكنها ظهرت مع النجاح الذي حققته الجماعة في الانتخابات البرلمانية عام 2005، بقيادة الجناح الإصلاحي، وأصبحت من وقتها كتلة المعارضة الرئيسية في البرلمان، لكنها أيضاً منذ ذلك الحين، باتت هذه الحركة موضع استهداف حكومي شرس، إذ يوجد حالياً داخل السجون المصرية أكثر من 400 من عناصرها، وحمّل التيار المحافظ داخل الجماعة الإصلاحيين مسئولية ذلك، حيث اعتبرهم المعسكر المحافظ يشكلون خطراً على الجماعة، من خلال سعيهم للدخول بأي ثمن إلى اللعبة السياسية في البلاد، بدلاً من التركيز على الدعوة والانتشار .

اصدقائي في العالم