‏إظهار الرسائل ذات التسميات المشهد السياسى الحالى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المشهد السياسى الحالى. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 9 أبريل 2012

المشهد السياسى الحالى


المشهد السياسى الحالى يؤكد عمق الأزمة التى دفعها المجتمع المصرى نتيجة سنوات الركود الطويلة من حكم مبارك، والتى أهدرت، ليس فقط فرص الإصلاح والتغيير، إنما أيضاً طاقة هذا البلد وقدرته على العمل والعطاء. البعض منا يقترب من موضوع « كوادر الدولة » بمنطق من عمل مع مبارك ومن عارضه ؟ وهو يعكس جانباً من المشكلة، لكن الجانب الأكبر يتمثل فى منظومة مبارك التى نسيناها، لأننا اهتممنا بأسماء الأشخاص « إمسك فلول »، ولم نحاول أن نضع أيدينا على مسار يساعدنا على تفكيك المنظومة المباركية الفاسدة، لأن تفكيك إرث مبارك لن يتم فى يوم وليلة، بل لا نبالغ إن قلنا إن شرط تقدم هذا البلد هو فى نجاحه فى تفكيك منظومة الفشل والفساد وانعدام الكفاءة، التى راجت فى العهد السابق. وإذا ذكرنا مجموعة من الأسماء التى دخلت فى منظومة مبارك ونظرنا إلى تاريخها العلمى والأكاديمى، سنجده يتسم بالتميز والكفاءة مقارنة بأسماء أخرى ظهرت مؤخراً دون أن تحمل المؤهلات نفسها، فأسماء مثل على الدين هلال وفتحى سرور، الذى يدهشك إشادة بعض نواب البرلمان الحالى من الإخوان بعلمه وبخبرته، تحول فى عهد مبارك إلى صوت لنظام فاشل، فبدلاً من أن يستفيد النظام من كفاءته ويخرج أفضل ما فيه، فعل العكس تماماً. كما أن هناك كفاءات أخرى لم يتحملها مبارك، مثل الدكتور كمال الجنزورى، الذى حمل رؤية للنهضة والبناء - أياً كان الخلاف والاتفاق معها - واعتبر أنه معتز بنفسه، فأقاله بعد أقل من 4 سنوات وضيع على مصر فرصة حقيقية للاستفادة من إمكاناته لصالح الجمود والتبلد. «لقد وضع مبارك فلتر مقلوب» - راجع مقال الكاتب تحت هذا الاسم فى 15/8/2010 - ليمنع كل ما هو صحى ومفيد للناس، ويدخل كل ما هو فاسد وملىء بالشوائب، والأخطر أن كل من تمتع بمواهب وكفاءة مهنية كان شرط دخوله فى منظومة مبارك هو التخلى عن كل مواهبه لصالح تملق السلطة ونفاقها، وأصبح الجميع مطالبين بالسير بسرعة مبارك المملة وبمستوى فهمه المتدنى. إن مشهد انتخابات الرئاسة يدل على حجم الكارثة التى وضع فيها مبارك كل رجالات الدولة الذين عملوا فى نظامه، فجميعهم فوق السبعين، وبعضهم كان يمكن أن يساهم فى إنجاز تحول ديمقراطى أو إنجاز اقتصادى، لو أن مبارك غادر السلطة فى 2004 ولم يدعم مشروع التوريث، فشعبية عمرو موسى كانت حقيقية فى ذلك الوقت، ويتردد البعض فى دعمه الآن لكبر سنه « 75 عاماً » والأمر نفسه ينسحب على أسماء أخرى لديها كفاءة وموهبة حقيقية واستبعدت طوال العهد السابق لذكائها وموهبتها، مثل منصور حسن « 75 عاماً »، وكمال الجنزورى وآخرين، وبعضهم رحل قبل أن يرى أى تغيير، مثل المشير أبوغزالة، أحد أهم العقول الاستراتيجية المصرية. إن بعض مرشحى الرئاسة، ممن يؤيدهم قطاع من الشعب المصرى ويعتبرهم رجال دولة، عادوا متأخرين 30 أو 20 عاماً، وأن من أضعف فرصهم ليس فقط هتافات الائتلافات الثورية، إنما سنوات مبارك الضائعة، التى جعلتهم جميعاً مرشحين فوق السبعين، فى أعقاب ثورة شباب!
                                                                                                                
                                                                                                               بقلم : عمرو الشوبكي

اصدقائي في العالم