‏إظهار الرسائل ذات التسميات مبارك هل ينقذه الإعلام الخليجي من حبل المشنقة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مبارك هل ينقذه الإعلام الخليجي من حبل المشنقة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 26 يونيو 2011

مبارك.. هل ينقذه الإعلام الخليجي من حبل المشنقة!!

للكاتبه / هناء مصطفي
كاتبة وصحفية مصرية
لا أرى سببا مقنعا لما تفعله بعض الأنظمة العربية المنزعجة من الثورة المصرية ومن محاكمة مبارك على وجه الخصوص، وتبدو وكأنها تتحسس خطرا وتعمل في الخفاء والعلن من اجل تعطيل مقاضاة طاغية أباد شعبه، وأفقره وأمرضه وسلم ثروات بلاده لأولاده وعصابته، حتى بات الاقتصاد المصري في الحضيض، كان من الممكن أن تحتل مصر مركزا لابأس به وسط اقتصاديات الدول الغنية لولا أن ثرواتها كانت تصب في حساباته أولا بأول عاما وراء عام إلى أن أكملهم الثلاثين ولم يشعر بالشبع ! بل خطط ليكمل ابنه مسيرة السطو على ثروات البلاد عن طريق إسناد تلك المهمة اللاأخلاقية اليه من بعده.
لا جد مبررا لتلك الأنظمة المتألمة من محاكمة مبارك سوى أنها تخشى اهتزاز عروشها اكثر واكثر تأثرا بثورتنا وربما لفقد ملياراته المستثمرة لديهم أو للتقليل من تأثير دور الثورة المصرية في الكشف عن مدى هشاشة أنظمتهم أو لصرف باقي الشعوب العربية التي صحوت من غفوتها متأخرة عن فكرة محاكمة كل مخلوع اثر انفراط عقد الديكتاتوريات العربية من دون استئذان أصحاب المعالي والفخامة والسمو!
ولان رياح الثورة المصرية وما تبعها من محاكمة رأس النظام وحاشيته لا بد أن تهب يمينا وشمالا نجد أن تونس سارعت مؤخرا بمطالبة العربية السعودية بتسليم رئيسها السابق بن على لمحاكمته كما تحاكم مصر مبارك، ابن على الآن في كنف العربية السعودية لا كلاجئ سياسي كما كان الأمر في بدايته ولكنه صار هاربا من العدالة كونه متورطا في عدة جرائم ارتكبها بحق الشعب التونسي الشقيق.
لن ينسى المصريون للسعودية موقفها الرسمي الذي أعلن أن الملك عبد الله أعرب عن مساندته لمبارك وانتقد الاحتجاجات الشعبية، وليس سرا أن كواليس السياسة شهدت محاولات بائسة من قبل بعض الشخصيات النافذة بدويلات وامارت الخليج للحيلولة دون محاكمة مبارك.
انها بلاشك ضغوطات ميؤوس منها وتمثل تحديا للإرادة الثورية والشعبية المصرية وتدخلا في شؤوننا، كان بإمكان تلك البلدان أن تكسب مودة الشعب المصري لا أن تعرقل مسيرته وكان يتعين عليها أن تسانده في محنته الاقتصادية الراهنة لا بالإقراض ولكن برد (الأمانة) التي حولت إليهم وهى عبارة عن أموال استولى عليها مبارك ونقل الجزء الأكبر منها في أيام الثورة الأولى إلى بلدانهم طبقا لما أكدته منظمة الشفافية العالمية التي قررت أن أموال مبارك المنهوبة من الشعب المصري نقل الجزء الأكبر منها من بنوك سويسرا وأوروبا إلى الإمارات والسعودية ولم يتبق بتلك البنوك إلا قليل القليل.
يبدو أن تلك الدويلات المنزعجة من المحاكمة لجأت بعد أن يئست سياسيا من الاستجابة لمطالبها إلى سلاح الإعلام للقيام بتلك المهمة والتي تشكل إهانة بحق الشعب المصري فها هو كاتب إماراتي يكتب مقالا مخاطبا المصريون بعنوان (ارحموا الريال) والريال هنا طبقا للهجتهم ليس العملة المعروفة بل هو (الرجل) !!، وها هي فضائية كويتية تسخر برنامجا اسبوعيا يهدف لإضاعة الفرصة على شعب مصر في محاكمة الطاغية وإضاعة حق الأحياء والشهداء معا ويصفنا المذيع (بقلة الأصل)، ويدعو علينا قائلا (حسبي الله ونعم الوكيل) ويبكى وينهنه من اجل مبارك الذي حرر الكويت وتآمر من أجلهم على قتل العراقيين، دويلة الكويت ترد الجميل له ونفس الفضائية تقوم بإحياء ذكرى ميلاد المخلوع على الهواء مباشرة ونرى المذيع يسرح ويمرح وينطلق بخياله ويصرخ كما الولايا في استغاثات ورجوات يبثها لخادم الحرمين في بث حي قائلا (يا أبو متعب تصرف)!!
من حقه أن يولول مناشدا أبا متعب بالتصرف، لا لإفلات مبارك من المحاكمة - فهذا شاننا - ولكن لإنقاذ كويتيين يجرى تعذيبهم بسجون بلاد الحرمين، فرعاياهم أولى بدموعهم وحنانهم. ولا أتخيل أن جلالة الملك عبد الله يقبل أن (يتصرف) أو يتوسط لقاتل أو سارق فعقوبة مبارك إن سرق المملكة هي قطع يده وان قتل واحدا هناك فإعدامه بقطع رقبته بالسيف نهايته.

اصدقائي في العالم