الأربعاء، 14 مارس 2012

سرار جديدة عن اتصالات مصريةـ أمريكية خلال الثورة



أسرار جديدة عن اتصالات مصريةـ أمريكية خلال الثورة حاول ثلاثة من كبار خبراء مؤسسة بروكينجز كبري مراكز الدراسات في واشنطن تحليل السياسات الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، بمناسبة قرب انتخابات الرئاسة الأمريكية، بما فيها موقفه من الثورات الشعبية في العالم العربي.
 ووصف الكاتب الشهير فريد زكريا كتاب التاريخ المائل ـ السياسة الخارجية لأوباما الذي يصدر اليوم عن بروكينجز بأنه يقدم أعمق وأفضل تحليل للسنوات الثلاث الماضية. وقال المحللون الأمريكيون في هذا الكتاب: "يعد تعامل أوباما مع الصحوة العربية ضد الحكام الديكتاتوريين مثالا علي طبيعة السياسة التي انتهجها خلال فترة حكمه، فقد جاءت الانتفاضات الشعبية في غمار تراجع شعبيته في العالمين العربي والإسلامي بعد العجز عن إحراز تقدم علي المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي وتدهور الوضع في أفغانستان مع استمرار الأزمة المالية في بلاده".وأضاف الكتاب: "كل هذا جعل أوباما غير مستعد للتعامل مع الأزمات الطارئة في الشرق الأوسط ومع غياب استراتيجية واضحة لبلاده حيال بلاد المغرب العربي وهو ما جعل التوقع الأمريكي لتأثير الإطاحة بزين العابدين بن علي في الدول المجاورة فقيرا حتي إن هيلاري كلينتون دافعت عن صلابة سلطة حسني مبارك في مصر واكتفت بالدعوة إلي تلبية طموحات المصريين قبل تفاقم الأوضاع".
 وجاء في الكتاب: "بخلاف تونس, كانت مصر في قلب الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة لاعتبارات كثيرة. وعلي مدي تاريخ صعود القوة الأمريكية عالميا, كانت واشنطن تحاول إيجاد التوازن بين المصالح الوطنية والقيم الأمريكية لتشجيع الديمقراطية وحقوق الإنسان إلا أن الرؤساء من أيام فرانكلين روزفلت فضلوا حماية المصالح الوطنية قبل أي شيء آخر في الشرق الأوسط لأهميته البالغة". ويقول المؤلفون إن سقوط بن علي لم يترك أثرا كبيرا علي البيت الأبيض حتي اندلع الوضع في مصر وصولا إلى جمعة الغضب وخروج أوباما طالبا من النظام المصري احترام حقوق شعبه, وقال ـ تأكيدا للمبدأ السابق ـ إنه سيعمل مع مبارك من أجل مستقبل عادل وحر ومفعم بالأمل للمصريين. وقام روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الأبيض بعمل غير عادي عندما قال في المؤتمر الصحفي اليومي يوم جمعة الغضب إن واشنطن تطالب الشرطة والجيش بالتوقف عن استخدام العنف وإنها ستقوم بمراجعة المساعدات مشيرا إلي أن الرسالة وصلت من البنتاجون لأعلي مستوي في مصر. ويقول الكتاب إن تحذير يوم جمعة الغضب كان واضحا لو أطلق الرصاص علي المدنيين العزل, سيتم تعليق المساعدات بموجب القانون الأمريكي وهو مالم تلتفت إليه الميديا الأمريكية في حينه, ثم جاء إعلان الجيش المصري بأنه لن يطلق النار علي المتظاهرين ووقوفه إلي جانب الحقوق المشروعة للشعب. وذكر المحلل مارتن انديك أن موقف الجيش والسماح بالتظاهر السلمي كان موضع ترحيب من أوباما بينما لم يكن قد وصل الي خلاصة بفك الارتباط مع حكم مبارك حيث كان الرئيس الأمريكي مهتما بتعضيد الجيش المصري لمنع انزلاق البلاد الي حرب أهلية ومواصلة دوره كقوة استقرار مهمة في الشرق الأوسط.
 وقال: "عند تلك اللحظة, قرر أوباما دعم الانتقال إلي حكومة ديمقراطية منتخبة وأقر تصور تسليم السلطة إلي نائب الرئيس يشرف علي تعديل الدستور ويسمح بفترة للأحزاب المدنية لتنظيم نفسها إلا أن السيناريو كان يتطلب بقاء مبارك كرأس للدولة حتي سبتمبر لأن استقالة مبارك كانت تعني انتخابات في غضون شهرين ربما يكتسحها الإخوان المسلمون. يوم29 يناير, عين مبارك عمر سليمان نائبا وبنصيحة من الأمريكيين بدأ سليمان التحاور مع المعارضين وفي اليوم التالي ظهرت هيلاري كلينتون في البرامج الحوارية ليوم الأحد لتعلن أن عملية الانتقال السلمي للسلطة تسير بشكل منظم. وتحدث الكتاب عن أن فرانك ويزنر المبعوث الأمريكي الخاص قد حضر إلي مصر بتعليمات واضحة أن يقنع مبارك بالإعلان عن امتناعه عن الترشح للرئاسة مجددا والأمر نفسه للابن جمال ويقول الكتاب إن مبارك قد رفض مطالب أوباما في اللقاء مع السفير السابق ويزنر إلا أنه في خطاب اليوم التالي أعلن للشعب المصري عدم اعتزامه الترشح مجددا وأنه باق حتي الانتخابات في سبتمبرـ ورفض المتظاهرون خطابه.
وقال الكتاب: "أوباما أجري مكالمة هاتفية بحسني مبارك لإقناعه بتسريع العملية إلا أنه فشل في مهمته فما كان منه إلا أن خرج بخطاب تليفزيوني يتحدث عن ضرورة أن تبدأ العملية الانتقالية الآن، وقد توصل أوباما إلي قناعة أن التعديلات الدستورية وانتقال السلطة بشكل منظم ستكون أقل احتمالا طالما بقي مبارك في السلطة وأراد أن يوجه رسالة إلي المصريين بأنه يقف إلي جانب حقوقهم الأساسية في الحرية والديمقراطية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اصدقائي في العالم