الخميس، 24 فبراير 2011

"فبراير" الكويت.. احتفالية سنوية لذكرى خالدة



في غمرة الاحتفال بالأعياد الوطنية للبلاد يفخر المواطن بمراحل التطور والانجازات التي حققتها دولة الكويت وما قدمته من خدمات ونهضة رائدة في مختلف المجالات الحياتية ليعيش الفرد فيها حياة كريمة ومرفهة ولذا فان الأعياد الوطنية مناسبة للاعتزاز والانتماء للوطن.

لقد خطت دولة الكويت خطوات متقدمة نحو تحقيق التنمية الشاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية ومن واجب الوفاء لهذه الأرض التي أعطت الكثير لأبنائها التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ التفرقة والتعصب بأشكاله كافة ومواصلة العمل لخير هذا الوطن.
ولا يمكن تحقيق التقدم والنمو للبلاد من دون مواطنة حقة ومن دون شعور عام مشترك من الجميع بأهمية الاندماج الاجتماعي بين شرائحه وفئاته المختلفة بما يحقق مصلحة المجتمع والأفراد الذين ينتمون اليه.
وفي هذا الصدد فقد جاء في كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التي وجهها للشعب الكويتي في 19 مارس 2008 "نحن في هذا الوطن أخوة متحابين لا مكان فيه للتعصب لطائفة أو قبيلة أو لفئة ما على حساب الوطن.. الولاء بيننا لله ثم الى الوطن الذي نعيش على أرضه نحميه بوحدتنا الوطنية ونبني أسواره بتعاضد أبنائه".


وقد اثبت الشعب الكويتي عبر التاريخ انه شعب واحد لا تفرقه اي اختلافات سواء كانت طائفية او قبلية او حزبية او فكرية حيث ان مصلحة البلاد وتقدمه وازدهاره تأتي في المرتبة الاولى وان التنوع الذي يشهده المجتمع الكويتي ساهم في خدمة البلاد وتبادل الآراء والخبرات والتجارب من اجل الوصول بالكويت الى مصاف الدول المتقدمة.
وتعد ذكرى عيدي الوطني والتحرير فرصة للوقوف مع النفس لبذل المزيد من العطاء في خدمة البلاد استرشادا بمقولة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في 18 مارس 2009 حيث قال سموه "ألم تكن مناسبة الاحتفالات بأعياد الوطن وزوال الاحتلال الآثم وتذكر نعمة التحرير والاستقلال كافية لنتذكر حاجتنا لأن نكرس وحدتنا الجامعة ونحافظ على أمن بلدنا ونشحذ الهمم لبنائه ونمائه".
ومن هذا المنطلق يجب التأكيد على ان الاحتفال بهاتين المناسبتين العزيزتين على قلب الشعب الكويتي لا بد ان يتخلله التزام بالعطاء وحب الوطن الذي يجب الا يتوقف بل يستمر الى ما لا نهاية من خلال تحمل مسؤوليات الوطن ورفع اسمه في مختلف المحافل الدولية.

وتتجسد روح المسؤولية الوطنية من خلال الوقوف صفا واحدا لخدمة البلاد والمشاركة الفعالة في مسيرته التنموية والابتعاد عن المصالح الشخصية الضيقة والمحافظة عليه كما تتجسد قيم المواطنة من خلال مجموعة من السلوكيات التي يكتسبها ويمارسها الفرد منها الدفاع عن الوطن والمحافظة على الممتلكات العامة وتطبيق القانون واحترام الرأي والرأي الآخر واحترام المهن المختلفة والحرص على اتقان العمل المكلف به وتسخير الامكانات المادية والفكرية للسير قدما الى الامام.
كما تجب الاشارة الى ان التربية التي تتقاسمها كل من الاسرة والمدرسة لها تأثير كبير في تهيئة الظروف المناسبة للاعداد الشامل والمتكامل روحيا ونفسيا وعلميا وثقافيا للابناء لتعزيز روح الولاء والانتماء للوطن وتهيئة الارض الخصبة لتعزيز روح الولاء والانتماء لدى الابناء وغرس القيم وروح الايثار والتسامح والتضحية بالجهد والوقت لتنمية البلاد الى جانب تنمية قيم الانفتاح على الآخر والتسامح معه والاعتراف بالآخر وتقبله فكرا وسلوكا وكذلك نبذ التعصب والتطرف الذي ما هو الا انحراف عن الوسطية والتوازن بين الافراط والتفريط. ويأتي دور وسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها من المؤسسات في القيام بتوجيه العمليات التربوية للنشء من خلال غرس قيم المواطنة والولاء والانتماء عبر وسائلهم وأدواتهم المتعددة فالمواطنة الحقة تتجه بالمجتمع الى التقدم والرخاء واذا ضعفت بين افراد المجتمع فان المشكلات الاجتماعية ستنتشر وتؤثر سلبا على الوطن حيث ان احد اسباب ضياع الاوطان هو التفريط فيه وذلك يأتي عن طريق التناحر والتباغض بين ابنائه.
ويعد فقدان الوطن من أكبر المآسي التي يتعرض لها الانسان كون الوطن هو الأمن والأمان علما بان المحافظة على الوحدة الوطنية مسؤولية مشتركة يتحملها الشعب الكويتي بمختلف أطيافه كواجب وطني تحتمه روح المواطنة الصالحة.

كما تساهم الوحدة الوطنية مساهمة فعالة في تنمية المجتمع واصلاح أنظمته الاقتصادية والاجتماعية وهي الطريق التي يجب على قطار التنمية أن يتحرك من خلالها ولا يخرج عنها للوصول بالمجتمع الى محطة التقدم والتطور والازدهار في زمن العولمة الاقتصادية ويسود المجتمع الأمن والأمان والاستقرار وسيادة القانون.

ويجب على الفرد حماية وطنه والذود عنه والعمل والاجتهاد والسعي نحو رفعته والاسهام نحو تقدمه ونموه فالوطن هو الملاذ الوحيد للانسان فلا بد من المحافظة على وحدته وسلامته وكما قال حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في النطق السامي بافتتاح دور الانعقاد الاول من الفصل التشريعي الحادي عشر لمجلس الامة في 12 يوليو 2006 "ان الكويت هي الأم وهي المهد وهي اللحد هي الأرض التي نعيش عليه ونعمل من أجلها وندفن في ثراها ليس لنا وجود الا بوجودها ولا عز الا بعزها هي الارث الذي انحدر الينا من الآباء والأجداد والذي علينا أن نحافظ عليه ونضحي من أجله بأرواحنا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اصدقائي في العالم