السبت، 8 يناير 2011

حورهام ::: أعتقلوني لأني مقاوم مع الثوار الفلسطينيين حاكموني بالسجن 23 عاماً



فريد قويده في حوار خاص ل "إتحاد المدونين العرب"
 وأعتقلوني لأني مقاوم مع الثوار الفلسطينيين
حاكموني بالسجن 23 عاماً
 تبقى  إسرائيل أكثر الدول اختراقا لشرائع حقوق الإنسان
خاطبت  رئيس محكمة العدل العليا  البروفيسور" اهرون براك" بحقي في  الاستئناف  
السجن علمني الإطلاع على الكثير ما أفادني بحياتي

حوار    سحر حمزة

في السجون قصص وحكايا ،وفي سجون إسرائيل تعذيب غير إنساني ،،تجرد من طبيعة بشرية تصل إلى أعلى مقايسس التعامل الحيواني ،، ، في رمضان وقبله وبعده ،شباب فلسطينينون ونساء وأطفال قابعون صامدون صابرون أسرى كثر لا يحصر سبب سجنهم إلا لأنهم قاموا الإحتلال ورفضوا أغتصاب فلسطين وحصار غزة ،، منهم الضعفاء ومنهم الابرياء ومنهم الاذكياء من أصحاب الإبداعات يملكون طموحات تجاوزت حدود بعض البشر وطالت ضياء القمر وتحولت إلى نجم يسطع في عالم الإنجاز والتميز والتفوق والتحصيل العلمي ،،حين يصبح  السجن  أطياف أحلام ،،وقصائد طموح ،،وطريقاً سهل العبور للحصول على درجات علمية وتحصيل أكاديمي يكون مدعاة فخر بإنجاز كبير ،،  حواري مع  فريد قويده قصة  فريدة من نوعها   ،،أراد منها أن تكون نموذج جهاد ومثال صمود وصبر طويل ،،وسرد في حواره بدايات دخوله السجن في معتقلات إسرائيل ثم ما ترتب عليها من تحقيق وما تبعها من مثابرة لتحقيق هدف في حواري هذا رسالة وصرخة بإسم كل الاسرة الفلسطينيين في السجون فيما يلي نص الحوار
  
*ما هو السبب الرئيس لإعتقالك في سجون الإحتلال ؟
تم اعتقالي في ليلة العاشر من ديسمبر 1985 والسبب انتمائي لصفوف الثورة الفلسطينية وتنفيذ عملية فدائية استهدفت قتل احد قيادات المستوطنين الاسرائيلين داخل مدينة خانيونس والتي أدت إلى إصابته إصابة مباشرة وكانت أول عملية فدائية استهدفت الاستيطان في قطاع غزة والذي بدأ يظهر على السطح في العام 1983 بعد هدم المستوطنات الإسرائيلية في سيناء أثر الانسحاب الاسرائيلى من سيناء عام 1982.
حيث بدأ يتوجه الاستيطان يسرى كالسرطان في قطاع غزة بديلا عن سيناء
*كيف بدأت  رحلتك كأسير منذ دخولك  السجن إلى تحررك؟  وكيف كانت معاملتهم لك في سجن  إسرائيل ؟
اعتقد بأنه عملية اعتقالي تأتى نموذجا يستطيع توضيح هذه الرحلة التي عانى منها كل أسير فلسطينى، ففي ليلة العاشر من ديسمبر 1985 حيث كنت غارقا في النوم وسط غرفتي وبعد منتصف الليل استيقظت  مذعورا على ركلات مجموعة من جنود الاحتلال يوقظونني من نومي بأرجلهم مع تسليط ضوء مصباح كهربائي في وجهي وبصوت عالي ينادى احدهم ... قم فريد نحن الجيش الاسرائيلى وأخذ الجنود يفتشوا غرفتي فلم يجدو غير بعض الكتب ومجموعة من الصحف والمجلات الوطنية فصادروها  وتوجه لي احد الضباط قائلا : فريد انك لن تعود إلى هذا المكان طيلة حياتك واقتادوني نحو باب الدار  بعد تكبيل يدي وراء ظهري وتعصيب عيوني  ليمشوا بى مسافة طويلة تم القوا بى تحت أقدامهم داخل عربة جند توجهت مسرعه بى إلى احد مراكز التحقيق عرفت فيما بعد انه سجن غزة المركزي قسم التحقيق والذي اعتاد الأسرى تسميته " المسلح" لما يتخلله من عمليات تعذيب ممنهج سببت في استشهاد العديد من الأسرى الفلسطينيون
وعند وصولي إلى سجن غزة المركزي اقتادني الجند إلى غرفه تم تجريدي هناك من كل ملابسي والبسونى " ابر هول " ازرق اللون  واسع جدا ذو رائحة مقيتة  ووضعوا على راسي كيس غطى راسي ووجهي حتى رقبتي واقتادوني إلى غرفه وجدت بها ثلاث ضباط تحقيق  بدو معي بالسباب على  واردو منى الاعتراف بتهمة قتل احد المستوطنين في مدينة خانيونس  وعندما أنكرت علمي بهذه القصة القوني على الأرض وحشروا جسدي بين أرجل كرسيين جلس عليهما ضابطين  كان احدهم يتجه إلى وجهي فادخل راسي في ثلاث أكياس واحد تلو الأخر ثم أخد يسكب ماء داخل هده الأكياس ويقوم بإحكام ثنى الأكياس سويا عند عنقي ليتم بذلك مايشبه  عملية الاختناق والغرق بالماء سويا وتكرار هذه العملية مرات ومرات وبعدها تم سحبي  إلى حمام حيث كان وقتها الطقس شديد البرودة  وبدا بسكب الماء البارد على جسمي وضربي على راسي بنعال مصنوع من البلاستيك  وبعد انتهاء الحمام البارد بالماء البارد في الجو شديد البرودة اخدنى واجلسنى مكبل اليدين والرجلين أمام مكيف هواء بارد لساعات طويلة وبعدها تم اخدى  إلى مكان و"شبحى" على ماسورة فكبلوا يدي وراء ظهري مع ربطها في ماسورة على جدران احد الحمامات وتعليقي بوضعية لا تسمح بوصول سوى أطراف أصابع أقدامى إلى الأرض ولا تسمح بان تصل قدمي بالكامل إلى الأرض شعرت مع الوقت وكان اطرافى تقطعت وفى نفس الوقت راسي مغطى لأيام طويلة و ابقونى في وضعية الشبح هذه  دون السماح لي لارتاح لو للحظه واحده حتى وان شعرت باني أغفيت سرعان ما يسرع احد الحراس ليسكب الماء البارد داخل ملابسي وعلى راسي  انه قمة التعذيب والإذلال،إضافة لهذه الأساليب التي  واجهتها واجه مثلها غيري آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب أضيف عليها أساليب تمثلت في تكبيل يدي الأسير خلف ظهره  وتكبيل قدميه وإجلاسه على كرسي صغير جدا ليكون الجلوس عليه مسالة شاقة جدا ويضاف إلى ذلك وضع سماعات على اذنى الأسير وإسماعه موسيقى صاخبة جدا بصوت عالي جدا  وضجيج لعدة أيام متواصلة أمر يجعل الإنسان يفقد صوابه ويفقد توازنه وأسلوب أخر تمثل  في إجلاس الأسير على كرسي مكبل اليدين والرجلين  وإدخال كيسين أو أكثر في رأسه حتى عنقه والبدء في هز كتفيه باستمرار وبشكل متواصل الأمر الذي سبب في استشهاد العديد من الأسرى الفلسطينيين نتيجة لعملية الهز هذه و  في هذه الفترة لايعرف الأسير أين  هو ولا يعرف ليله من نهاره  ولا يسمح لاى مؤسسة إنسانية زيارته أو الاتصال به أو إيصال أخباره لذويه  ويضاف لهذا التعذيب الجسدي أساليب الشنق وتكسير ضلوع القفص الصدري  والهز العنيف والجلوس على الكرسي الصغير وقصع الظهر على طاولة التحقيق  والضرب المتواصل على الرأس  والضغط على الجروح الحية   إضافة لذلك تأتى جملة طويلة من أساليب التعذيب النفسي للأسرى الفلسطينيين  منها منعهم من النوم لأيام عدة وتعريض المعتقل للموسيقى الصاخبة بشكل متواصل وتهديده باعتقال أفراد العائلة والتهديد باغتصاب الزوجات والأخوات والشتم المتواصل والبصق في الوجه وتهويل التهم والمصير الذي ينتظره الأسير،،وبعد انتهاء فنره التحقيق والتي استمرت  عدة أيام متواصلة تم انزالى إلى زنزانة صغيره لا تكفى لشخص واحد من حيث الحجم وحشروني فيها مع ستة أشخاص آخرين وسمحوا لنا بامتلاك إبريق بلاستيك من الماء وعلبة حديدية لقضاء الحاجة بها بدل من أخراجنا للمراحيض ،،،بعد ثلاث شهور تم نقلى من هذه الزنزانة الموجودة في قسم التحقيق إلى غرف السجن والتي تحتوى كل غرفه منها  من عشرة سجناء إلى عشرين سجين  كل حسب حجمها ثم بعد فترة تم تقديمي للمحكمة العسكرية الإسرائيلية في غزة وأصدرت بحقي حكما يقضى بسجني ثلاث وعشرين عاما سجنا فعليا  وكان ذلك صدمة لاهلى وخاصة أمي التي كانت موجودة في قاعة المحكمة وأغمى عليها وتم نقلها إلى المستشفى وأمضت به عدة أيام ،،عموما استطيع القول : حسب تجربتي وتتبعي لتجربة" الحركة الفلسطينية الأسيرة " بقيت إسرائيل أكثر الدول اختراقا لشرائع حقوق الإنسان وأكثر الدول تحديا للمؤسسات والأعراف الدولية وتجلى ذلك برفضها حتى يومنا هذا تطبيق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها.
ويتضح ذلك من خلال مراحل الاعتقال التي يمر بها كل أسير فلسطيني والتي أول محطاتها عملية الاعتقال نفسها والتي تهدف زعزعة الأمن والأمان والاستقرار لذي هذا الإنسان المراد اعتقاله وبث الرعب داخله وداخل أسرته وأحيانا  داخل كل الحي الذي يقطن فيه حيث يتم اقتحام هذا الحي بأعداد كبيرة من قوات الجيش والتي تعتلى أسطح منازل الحي وتسيطر على مداخله وتفرض حالة منع تجوال في المكان.
وغالبا ما تتم هذه العملية في ساعات متأخرة من الليل وينهال جنود الاحتلال بالضرب على الأسير أمام ذويه وأحيانا يتم اعتقال بعض أفراد الحي لعدة أيام دون اى ذنب.
وتشكل فترة التحقيق أول محطة في رحلة معانة طويلة وشاقه ومريرة ويصعب على الكلمات إعطائها حقها من الوصف حيث يعيش الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل السجون الإسرائيلية أسوأ الظروف المعيشية ويأتي ذلك بإقرار من المؤسسات والهيئات الدولية والإنسانية , تفاقمت سوءا خلال العقد الأخير فمن المعاملة السيئة إلى الاجرائات العقابية مثل مصادرة الانجازات المحققة بفضل تضحيات الأسرى وإضراباتهم الطويلة عن الطعام وكذلك استخدام متزايد لسياسة العزل الانفرادي والحرمان من زيارة الأهل لأبنائهم الأسرى وخاصة الأسرى من أبناء قطاع غزة والدول العربية والطعام السيئ كما ونوعا والإهمال الطبي،، يشرف على تنفيذ هذه السياسات القمعية التي تفرض على الأسرى داخل السجون الإسرائيلية جهاز مصلحة السجون الإسرائيلية والتي تحتفظ بذراع شرطي قمعي خاصة ،،وتتمثل هذه السياسات بفرض العديد من القوانين المخالفة للقيم والأعراف الإنسانية تهدف إلى استفزاز،،الأسرى لإيجاد مبررات لاستخدام العنف ضدهم في صور مختلفة منها العصي والغاز المسيل للدموع وغاز الأعصاب وتحطيم المقتنيات الخاصة بالأسرى ،وحرمان الأسرى من الحركة وعدم إتاحة المجال الكافي للأسير من الرؤية السليمة لذي يصبح عرضة لقصر النظر وتهتك الشبكة واقتصار المساحة المسموح بها لاستنشاق الهواء على نوافذ ضيقه جدا غالبا ما تغطى بألواح بلاستيكية تحجب الرؤية وأشعة الشمس إضافة لمجموعة من القضبان الأمر الذي يمنع دخول أشعة الشمس مما يؤدى إلى انتشار الرطوبة التي تسبب العديد من الأمراض مثل الربو.
إلى جانب هذا يعانى الأسرى مشكلة ازدحام الغرف التي يزج في كل غرفه منها عدد من الأسرى يفوق الطاقة الاستيعابية الطبيعية التي تحددها الشرائع الدولية والمسموح بد دوليا لكل غرفه , مثال على ذلك غرف سجن نفحه الصحراوي والتي لا تزيد مساحة كل غرفة عن خمسة عشر مترا مرعا يحشر بها عشرة أسرى.
تقدم مصلحة السجون للأسرى أطعمة معدة فقط لإبقائهم على قيد الحياة ليس أكثر لافتقار هذه الأطعمة لاى عناصر ذات فائدة صحية وتفتقر الفيتامينات الضرورية للنمو الانسانى وتأتى بكميات قليلة دون القدر المطلوب.
وفى مجال الرعاية الصحية يقع الأسير الفلسطيني ضحية الإهمال الطبي وحرمانه من الرعاية الصحية المطلوبة والتي يشرف عليها ممرض في حين تتباعد الزيارات الدورية للطبيب لعيادة المعتقل والتي تفتقر للأدوية الأساسية إضافة إلى الإهمال في إجراء العمليات الجراحية الضرورية لبعض المرضى من الأسرى الذي استشهد جزء منهم نتيجة الإهمال الطبي سالف الذكر .
 في مجال التعليم تمارس سياسة التجهيل ضد الأسرى من خلال التضييق على حرية التعليم من خلال مصادرة الكتب والكراسات ومنع وصول الكتب إلا ما يوافق عليها جهاز الرقابة
ورغم موافقة مصلحة السجون العامة بالتعليم الجامعي للأسير الفلسطيني في بداية عقد التسعينات إلا إنها اقتصر ته على جامعة تل أبيب المفتوحة وباللغة العبرية فقط وهذا بدوره يسبب في محدودية العدد الملتحق بهذه الجامعة , واتت موافقة مصلحة السجون للسماح للأسرى بالتعليم الجامعي أعقاب اظراب مفتوح عن الطعام نفذه الأسرى الفلسطينيين مدة ثلاث وعشرين يوما متواصلة سقط خلاله الشهيد الأسير حسين عبيدات في سجن عسقلان وأكثر من خمسة عشر شهيدا سقطوا من أبناء شعبنا المتظاهرين تضامنا آنذاك مع إضراب الأسرى في المدن الفلسطينية المختلفة.
يواجه الأسير  خلال رحلة اعتقاله مجموعة طويلة من الاجرائات العقابية ,منها استعراض مظاهر القوة من خلال غارات فرق التفتيش المتسلحة بمدافع الغاز المسيل للدموع والهراوات  ومهاجمة المعتقلين أحيانا وضربهم بشدة بعد إغراق زنازينهم بالغاز, ومصادرة كافة مقتنيات الأسرى مثل كتبهم  وكراساتهم وأجهزة الراديو وملابسهم وجهاز التلفاز , وحرمانهم من النزهة اليومية وزيارات الأهل وتلقى الكنتين , وكذلك النقل العقابي من سجن إلى سجن أخر لإحاطة الأسير بجو من أللاستقرار النفسي أو عزل الأسير ليعيش في زنزانة منفردا بعيدا عن إخوته الأسرى , واعدت لهذا الغرض أقسام عزل خاصة تتسم بالمخاطر الجمة أهمها تهديد حياة المعزول وتعرضه للخطر على يد السجناء الجنائيين الاسرائيلين.
*كيف تواصلت مع عائلتك خلال إعتقالك ،وهل هناك صعوبات في ذلك ؟
أداة التواصل الوحيدة هي الزيارات الدورية , نصف ساعة كل شهر يفصل بيني وبينهم شبك حديدي أضافه لزيارات ممثل الصليب الأحمر مرة كل ثلاث شهور وكذلك تبادل الرسائل.
*أسرد لنا قصة تحريريك من السجن ؟؟
قضية تحرري من الأسر كانت قضية خاصة ومتميزة  حيث أنه بعد اتفاقية أوسلو وبدء سلسلة الافراجات عن الأسرى الفلسطينيين نتيجة هذه الاتفاقية بعد العام 1994 أيقنت بأنه لا مكان للإفراج عنى ضن هذه السلسلة من الافراجات في تلك الفترة, خاصة في ظل قرار الحكومة الاسرائلية التي  أقرت معايير الإفراج آنذاك والتي أكدها دوما رئيس الوزراء الاسرائيليى الأسبق" إسحاق رابيين "بأنه لن يتم الإفراج عن أولائك الأسرى " الملطخة أيديهم بدماء اليهود" , بدأت عندها ابحث عن طريق للتحرر والانعتاق من بطن الحوت خاصة بعد أن تبلور لدى وعى ومعرفة ما بالقضاء الاسرائيلى نتيجة المطالعة الواسعة التي تميزت بها بين اخوتى الأسرى وكذلك بدء مشوار تعليمي الجامعي داخل الأسر فقمت بمخاطبة رئيس محكمة العدل العليا  البروفيسور" اهرون براك" مستندا إلى حقيقة انه لم يعطى لي حق الاستئناف ضد الحكم الجائر الذي  صدر بحقي حيث اعتبرته محكمة العدل العليا في أوقات سابقه لتلك المخاطبة التي أجريتها وعلى أساسها استندت..  بأنه مخالف لحقوق الإنسان ويجب تعديله أضافه لمجموعة من الأدلة القانونية التي من شأنها المساعدة في تخفيض مدة محكوميتى وفعلا تم استدعائي في وقت لاحق لمحكمة العدل العليا ومثلت نفسي أمامها ودافعت عن قضيتي باللغة العبرية أمام ثلاث قضاة والذي نصحني  رئيسهم البروفيسور" العيزر غولدبرغ"  الذي تولى فيما بعد مراقب عام دولة إسرائيل _ بتقديم طلب تمديد فترة الاستئناف للقضاء العسكري وتكليف محامى للدفاع عنى وفعلا تم ذلك وتمخضت هذه الجهود بالإفراج عنى بعد ثلاث سنوات من بدء الاجرائات القضائية وكنت وقتها قد أمضيت أربعة عشر عاما متواصلة  متنقلا بين سجون غزة وعسقلان ونفحه والسبع والرملة والحمد لله دون أن تكسر ارادتى .
*ما هي قصة إلتحقاك بالجامعة  كيف أتممت دراستك في السجن ؟
التعليم الجامعي كان حلما راودني طيلة حياتي حيث اعتقلت صغيرا وحرمت منه بسبب الاعتقال وكنت أعوض ذلك النقص في حياتي من خلال المطالعة حيث كنت أطالع ما يقارب ثمانية ساعات يوميا إلى أن سمحت مصلحة السجون الإسرائيلية للأسرى بالدراسة الجماعية وخصت بذلك  جامعة تل أبيب المفتوحة وباللغة العبرية فتعلمت اللغة العبرية والتي أجيد السيطرة عليها  وفعلا سجلت بها وتخصصت في العلوم السياسية والعلاقات الدولية وحصلت على درجة البكالوريوس .
وكنت متميزا بشهادة أساتذتي الاسرائيلين وتخصصت بدراسة الشأن الاسرائيلى طيلة فترة اعتقالي وبعد تحرري   واهتممت بمتابعة الشؤون الحكومية والحزبية والدينية والاجتماعية والاقتصادية لإسرائيل وفى هذا الشأن كتبت أيضا عدة مقالات تم نشرها في صحيفة القدس الصادرة في فلسطين وأعددت تقارير سياسية قدمتها مرارا للسلطة الفلسطينية وبعد إن تحررت حصلت أيضا على درجة الماجستير في  الدراسات الإقليمية بتقدير جيد جدا مرتفع من جامعة القدس ابوديس والآن ادرس الدكتوراه في مصر وأتطلع لأقيم مركز بحوث ودراسات يختص بدراسة وبحث مايحدث في إسرائيل وتسخيره لخدمة صناع القرار في الوطن العربي  واعمل محاضرا في جامعة مهمة. 

 *ما هي رسالتك   للعالم حول ما يدور  داخل السجون الإسرائيلية ؟
 أقول  للعالم إن الأسرى الفلسطينيين  مظلمون ومن أسمى طموحهم أن يمنحوا الفرصة للمساهمة في إسعاد البشرية وازدهار الحضارة الإنسانية  ،،و أخاطب  أصحاب القرار السياسي والاعلامى فأقول: الأسرى الفلسطينيين أطيب بني البشر وهم نموذج غير عن اى أسير سياسي في العالم يتميزوا بايجابيتهم وتوجههم الايجابي نحو القضايا العربية ويكنوا كل الاحترام والتقدير للزعماء العرب ويفتخروا في اى انجاز أو اى نجاح تحققه اى حكومة عربية ويحزنوا لاى إخفاق عربي , وهم جديرين بالاهتمام العربي الرسمي والشعبي والاعلامى لقضاياهم لذي أمل إن يمنحهم المسئولين العرب ووسائل الإعلام العربية مساحه من الاهتمام , وآمل منهم أن يستثمروا نفوذهم الدولي  لذي الدول الصديقة للعرب والتي تمتلك القدرة في التأثير على إسرائيل لدفع الأخيرة للإفراج  عن الأسرى وتخفيف وطأة بطشها ضد الأسرى, فهناك العشرات من الأسرى الفلسطينيين ممن امضي أكثر من ثلاث عقود داخل السجون الإسرائيلية وتلاشت أعمارهم بعيد عن أمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم وبناتهم،،في رمضان الخير والعطاء نحن نؤمن بأن الخير في أمة الإسلام خير ليوم الدين ونؤمن كأسرى أن   نخوة المعتصم  ما زالت موجودة لدى  الكثيرين  من الزعماء العرب  ،،لكن يبقى الأمر في من يستطيع أن يصل  بصوته إليهم ،،صوت  استغاثة الأسرى الفلسطينيين  كي ينقذوا السجناء بأحكام جائرة  من بطن الحوت الذي لا يرحمهم ،،،
أخيراً ،،،

بكل نبضة قلب ،،وشروق شمس ،،وصلاة فجر أنادي أصحاب الضمائر أنقذوا الأسرى وفرجوا عنهم في هذه الايام الخيرة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اصدقائي في العالم