الثلاثاء، 11 يناير 2011

آلاف من الشباب المصري تقهره البطالة


ودق ناقوس الخطر (1)
بقلم: نشوى علي

آلاف من الشباب المصري بل من الشباب العربي تقهره البطالة منذ سنوات.. آلاف من أصحاب الشهادات بل دعونا نقول  أن منهم أيضاً من أصحاب الخبرات وربما من أصحاب عقول ترقى إلى مستوى العبقرية ولكنهم لم يجدوا لإمكاناتهم سبيلاً في بلادهم.. بل أنهم يجدوا من لديه نفوذ أو سلطة أو مال أو بالمعنى المتداول "كوسة" هو من يأخذ مكانه في العمل والراتب والحياة المستقرة وربما أنه لا يبدع في مكانه ولا يحاول أصلاً أن يبدع .. ولماذا يبدع فهم قبلوه على هذا الحال بدون إبداع .. بالواسطة أو "بالكوسة" ..
كل هذا من شأنه خلق روح من الإحباط واليأس والكره والحقد والاسفزاز والعنف المستتر.. كل هذا من شأنه أن يدفع إلى أمراض دخيلة على مجتمعنا العربي منها التقوقع والاستسلام واليأس .. أو الهروب من الأزمة بأي وسيلة المشروعة منها أو الغير مشروعة  .. وممن وسائل التقوقع واليأس التي تزايدت في الآونة الأخيرة هي زيادة أعداد مدمني المخدرات ومدمني الانترنت وهنا أتحدث عن انترنت التشات والمواقع الإباحية وغيرها من المواقع المدمرة للعقول وليس الانترنت الهادف.
وهناك أيضاً الاستسلام للمشاكل بارتفاع معدلات الجريمة من سرقة واغتصاب وتحرش وقتل.. كما أن ارتفاع نسبة الانتحار ولاسيما بمجتمع إسلامي أكبر دليل على أن هناك خلل واضح يجب الوقوف عنده..
ثم نأتي للهروب من الأزمات ووسائل الهروب التي تعددت وقد تفنن البعض في أدائها وقد أصبح من مظاهرها السفر غير المشروع بالبحر والذي أودى بحياة الكثيرين من الشباب وكأنه مشهد لإنتحار جماعي وليس هجرة جماعية .. والمسؤولون يحملون الشباب وحدهم مسئولية هذا القرار القاتل !!...
عندما يصل شاب إلى سن الثلاثين وربما أكبر من ذلك وهو لم يستقر بعمل ما.. ولم يستقل في سكن خاص.. ولا يستطيع تكوين أسرة في سن يحتاج فيه كل شاب إلى ذلك .. فماذا سيكون النتاج؟.. وبالتالي الفتاة في نفس السن لا تجد من هو مستعد للزواج بها ولا تجد فرص عمل مناسبة ولا تستطيع تكوين الأسرة التي تحلم بها وتتضاءل لديها فرص إنجاب الأطفال في السن المناسب.. فماذا سيكون النتاج؟..
وتتوالي سلسلة من الإحباطات التي أصبحت كالسياج التي تحيط بالمجتمع فيحاول الشباب إيجاد ثغرات للفرار من هذا السياج .. كل بطريقته .. فإن صحت طرقهم أو شذت عن المألوف فأساس المشكلة واحد .. هو الفقر والبطالة وتأخر سن الزواج ..
لذا مهما تعددت أشكال أو طرق الشباب للخروج من أزمتهم .. ومهما أيدنا أو اعترضنا أو شجبنا ما يفعلونه بمجتمعنا .. إلا أننا يجب أن نعود إلى الأساس .. أساس المشكلة .. لنبدأ في وضع الحلول..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اصدقائي في العالم